وروى بإسناده عن أبي صالح السمان قال: اجتمع عيدان في يوم واحد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس! إنكم قد أصبتم ذكرًا وخيرًا (١)، فمن شاء أن يجمِّع، فليجمِّع، ومن شاء أن يجلس، فليجلس"(٢)، وهذه الأخبار نصوص في إسقاط الجمعة بالعيد (٣).
فإن قيل: لا حجة في هذه الأخبار؛ لأن أبا بكر النجاد روى بإسناده عن عطاء بن السائب عن أبيه - رضي الله عنه - قال: حضرت العيد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى (٤)، فلما قضى صلاته، قال:"قد قضينا الصلاة، فمن كان من أهل العوالي، فأحبَّ أن ينصرف، فلينصرفْ (٥)، ومن أحب أن ينتظر الخطبة، فليجلس"(٦)، وأهل العوالي لا تجب عليهم الجمعة، فالخطاب حصل
(١) في الأصل: ذكر وخير. (٢) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم (٥٧٢٨)، والبيهقي في الكبرى، كتاب: صلاة العيدين، باب: اجتماع العيدين، رقم (٦٢٨٩)، وهو حديث مرسل. ينظر: حاشية رقم (٤) من الصفحة الماضية. (٣) في الأصل: إسقاط الجمعة العيد. (٤) في الأصل: صلى. (٥) في الأصل: فليصرف. (٦) أخرجه أبو داود في كتاب: الصلاة، باب: الجلوس للخطبة، رقم (١١٥٥) وقال: (هذا مرسل عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -)، والنسائي، كتاب: صلاة العيدين، باب: التخيير بين الجلوس في الخطبة للعيدين، رقم (١٥٧١)، وابن ماجه في كتاب: إقامة الصلوات، باب: ما جاء في انتظار الخطبة بعد الصلاة، رقم (١٢٩٠)، وصحح أبو زرعة الإرسال، وكذا ذكر الإمام أحمد. =