ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا نعمان! صلَّ ركعتين، ولتخففهما"(١).
وروى بإسناده عن عياض بن عبد الله (٢) قال: رأيت أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - دخل المسجد يوم الجمعة، ومروانُ يخطب، فقام يصلي الركعتين، فجاء إليه الأحراس ليُجلسوه، فأبى حتى صلى الركعتين، فلما انصرف، قمنا إليه، فقلنا: يا أبا سعيد! كاد هؤلاء أن يقعوا بك، فقال أبو سعيد: ما كنت لأدعهما لشيء، وقد رأيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رأيت رجلًا دخل المسجد، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أصليت يا فلان؟ "، قال: لا، قال:"فصل ركعتين"، ثم دخل ذلك الرجل في الجمعة الثانية، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب يوم الجمعة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أصليت يا فلان؟ "، قال: لا، قال:"فصل ركعتين"(٣)، وهذه الأخبار نصوص في المسألة.
(١) مضى تخريجه ص ٢٢٦. (٢) ابن سعد بن أبي سَرْح القرشي العامري، المكي، قال ابن حجر: (ثقة)، توفي سنة على رأس المئة. ينظر: التقريب ص ٤٨٤. (٣) أخرجه الترمذي في كتاب: الجمعة، باب: ما جاء في الركعتين إذا جاء الرجل والإمام يخطب، رقم (٥١١)، وقال: (حديث أبي سعيد الخدري حديث حسن صحيح)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٩٦)، والبيهقي في الكبرى، كتاب: الجمعة، باب: من دخل المسجد يوم الجمعة والإمام على المنبر، رقم (٥٦٩٣).