الطحاوي؛ لأجل مجيئه في بعض الطرق (عن رجل) عن أبي حميد. قال الطحاوي:
فهذا منقطع على أصل مخالفنا، وهم يردون الحديث بأقل من هذا.
قيل: ولا يحتج علينا مجيئه في «مسلم»، فقد وقع منه أشياء لا تقوى عند المعارضة، فقد وضع الحافظ الرشيد العطار كتابا على الأحاديث المقطوعة المخرجة في «مسلم» سماه ب (غرر الفوائد في بيان ما وقع في مسلم من الأحاديث المقطوعة) وبينها الشيخ محيي الدين النووي في أول «شرح مسلم».
وما يقوله الناس: أن من روى له الشيخان فقد جاوز القنطرة، هذا أيضا من التحامل، والتساهل، فقد روى مسلم في «كتابه» عن ليث (١) بن أبي سلم، وغيره
= (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد). مسلم، الصحيح:١/ ٣٠٦. أما حديث ابن حميد الساعدي، في صفة صلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي يبدأه بقوله: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبه ثم كبر … الحديث. وفي آخره: وقعد متوركا على شقة الأيسر … فقد أخرجه أبو داود، في باب افتتاح الصلاة، من كتاب الصلاة. أبو داود، السنن:١/ ٢٢٧؛ الترمذي، في باب ما جاء في وصف الصلاة، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذي:٢/ ٩٨؛ ابن ماجة، في: باب إتمام الصلاة، من كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها. ابن ماجة، السنن:١/ ٣٣٧؛ الدارمي، في: باب صفة صلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كتاب الصلاة. الدارمي، السنن:٣١٤،١/ ٣١٣. (١) محدث الكوفة، وأحد علماء الأعيان، ومولى آل ابي سفيان بن حرب الأموي، أبو بكر، ويقال أبو بكير الكوفي، وفي اسم أبيه أبي سليم أقوال: آيمن، ويقال أنس، ويقال زيادة وعيسى. توفي سنة (١٣٨ هـ /٧٥٥ م).-