تفقه صاحب «البدائع» على محمد (٢) بن أحمد السمرقندي، وقرأ عليه معظم تصانيفه مثل «التحفة» في الفقه، وغيرها من كتب الأصول وزوجه شيخه المذكور ابنته فاطمة الفقيهة العالمة وستأتي. وقيل: إن سبب تزويجه ابنة شيخه؛ إنها كانت من حسان النساء، وكانت حفظت «التحفة» تصنيف والدها، وطلبها جماعة من ملوك بلاد الروم، ولما صنف كتاب «البدائع» وهو شرح «التحفة» و «التحفة» شرح «القدوري»، وعرضه على شيخه ازداد فرحا به، وزوجه ابنته، وجعل مهرها منه ذلك؛ فقال الفقهاء في عصره: شرح «تحفته» وزوجه ابنته، وأرسل (٣) رسولا/٥٦ أ/من ملك الروم إلى نور الدين محمود بحلب؛ وسبب ذلك أنه تناظر مع فقيه ببلاد الروم في مسألة المجتهدين هل هما مصيبان أم أحدهما مخطئ، فقال الفقيه: المنقول عن أبي حنيفة أن كل مجتهد مصيب، فقال: الكاساني: لا، بل، الصحيح عن أبي حنيفة أن المجتهدين مصيب، ومخطئ، والحق في جهة واحدة، وهو الذي تقوله مذهب المعتزلة.
وجرى بينهما كلام في ذلك؛ فرفع الكاساني على الفقيه المقرعة، فقال ملك الروم: هذا افتيات (٤) على الفقيه فاصرفه عنا، فقال الوزير: هذا الرجل كبير محترم لا ينبغي أن يصرف بل نوجهه رسولا إلى الملك نور الدين محمود؛ فأرسل إلى