وقرأفي سورة الجن في رواية محمد:{غَدَقاً}(١) بكسر الدال.
وقرأفي سورة الفيل:{تَرْمِيهِمْ}(٢) بالياء، وهو قراءة يحيى (٣) بن يعمر، وطلحة، والأعرج، فالضمير إلى الله، أو الى الطير باعتبار الجنس.
وقرأفي سورة الفلق في [رواية](٤) محمد عنه: {مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ}(٥) بتنوين شرّ، وهو قراءة: عمرو بن خالد (٦)، وموسى الأسواري، فيجوز أن يكون (ما) بدلا عن (شر)، ويجوز أن تكون زائدة، ولا يبعد أن تكون نافية، على أن المعنى: من شر ما خلقه إلى الآن، فالإستعاذة من الشر في مستقبل الزمان والله المستعان؛ لأن الماضي قد مضى، ويجب القضاء بما كان، وبه يندفع ما ذكره الكردري (٧): من أنه لا يجوز أن تكون نافية؛ لأنه يلزم تقديم ما بعد النفي على المنفي في المبني مع أنه يفسد أيضا في المعنى؛ لأن التقدير: وما خلق من شر؛ لأنه يخرج الكلام من الدعاء والإستعاذة إلى النفي.
(١) سورة الجن/الآية ١٦. القراءة المتواترة غَدَقاً. (٢) سورة الفيل/الآية ٦. القراءة المتواترة تَرْمِيهِمْ. (٣) هو: يحي بن يعمر، أبو سليمان (أبو عدي) العدواني البصري، قاضي مرو، الفقيه العلامة المقرئ، وكان من أوعية العلم وحملة الحجة، توفي سنة (٩٠ هـ /٧٠٨ م). ينظر: ابن سعد، الطبقات:٧/ ٣٦٨؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:١٤/ ٤٤١. (٤) في الأصل (سورة) يستقيم المعنى (٥) الآية ٢. القراءة المتواترة مِنْ شَرِّ. (٦) هو: عمر بن خالد بن فروخ بن سعيد بن عبد الرحمن بن واقد بن ليث، الحافظ الحجة، أبو الحسن التميمي، ويقال الخزاعي الجزري الخرافي، توفي سنة (٨٤٣ م). ينظر: البخاري، التاريخ الكبير:٦/ ٣٢٧؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء:١٠/ ٤٢٧. (٧) المناقب:٢/ ٦٧.