قوله في حديث سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ:"صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله ﷺ فِي الكُسُوفِ فَلا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا": رواه الأربعة، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم (١)، ووهَّاه ابن حزم (٢).
اعلم أنه قد اختلف العلماء في القراءة في صلاة كسوف الشمس؛ فقالت طائفة: يجهر بها، روي ذلك عن علي، وبه قال أبو يوسف ومحمد وأحمد وإسحاق، وحكاه الترمذي عن مالك، واحتجوا بحديث الزهري، عن عروة، عن عائشة: جهر النَّبِيّ ﷺ في صلاة الخسوف. أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي (٣).
وقالت طائفة: يُسر بها، روي ذلك عن عثمان بن عفان وابن مسعود وابن عباس، وهو قول مالك والليث والكوفيين والشافعي، واحتجوا بحديث ابن عباس:"فقرأ قراءة طويلة نحوًا من سورة البقرة"(٤).
قالوا: ولو جهر فيها لم يقل: نحوًا من سورة البقرة.
(١) صحيح ابن حبان ٧/ ٩، والمستدرك ١/ ٤٨٣. (٢) المحلى ٥/ ١٠٢. (٣) رواه البخاري (١٠٦٥)، ومسلم (٩٠١)، وأبو داود (١١٨٨)، والنسائي (١٤٩٤). (٤) رواه البخاري (١٠٥٢) بلفظ: فقام قيامًا طويلًا نحوًا من سورة البقرة.