٢ - حديث جابر بن عبد الله:
أ - يرويه: نعيم بن حماد: حدثنا عيسى بن يونس [ثقة مأمون]: حدثنا محمد بن إسحاق [مدني، صدوق]، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن جابر بن عبد الله، قال: فدخلنا مكة حين ارتفاع الضحى، فأتى - يعني: النبي ﷺ باب المسجد، فأناخ راحلته، ثم دخل المسجد، فبدأ بالحجر فاستلمه، وفاضت عيناه بالبكاء … فذكر الحديث، قال: ورمل ثلاثاً ومشى أربعاً حتى فرغ، فلما فرغ قبل الحجر ووضع يديه عليه، ثم مسح بهما وجهه. لفظ ابن خزيمة.
ولفظ الحاكم: قال: دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى، فأتى النبي ﷺ باب المسجد، فأناخ راحلته، ثم دخل المسجد، فبدأ بالحجر فاستلمه، وفاضت عيناه بالبكاء، ثم رمل ثلاثاً، ومشي أربعاً حتى فرغ، فلما فرغ قبل الحجر، ووضع يديه عليه، ومسح بهما وجهه.
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٢١٢/ ٢٧١٣) (٤/ ٣٧٠/ ٢٧١٣ - ط الميمان)، والحاكم (١/ ٤٥٤) (٢/ ٥٣٧/ ١٦٨٥ - ط المنهاج القويم) (٢/ ١٦٨٩/ ٣٨٥ - ط الميمان)، والبيهقي (٥/ ٧٤) [الإتحاف (٣/ ٣٤٦/ ٣١٦٧)].
قال ابن خزيمة: باب البكاء عند تقبيل الحجر الأسود، وفي القلب من محمد بن عون هذا، ووضع اليدين على الحجر، ومسح الوجه بهما، ولكن خبر محمد بن علي: «ثابت».
قلت: بل هو حديث منكر، وحديث محمد بن عون: حديث باطل، تقدم تخريجه في طرق حديث ابن عمر عن عمر، ولا يثبت حديث في البكاء عند تقبيل الحجر الأسود.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه».
وقال ابن كثير في البداية (٧/ ٥٣٥): «وهذا إسناد جيد».
وقال ابن الملقن في البدر (٦/ ١٩١): «قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. أي: في محمد بن إسحاق متابعةً لا استقلالاً، لكنه عنعن فيه، وهو مدلس».
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن عيسى بن يونس دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: نعيم بن حماد المروزي، وهو ضعيف، له مناكير كثيرة تفرد بها عن الثقات المشاهير [انظر: التهذيب (٤/ ٢٣٤). الميزان (٤/ ٢٦٧)].
وهو هنا قد خالف الثقات ممن رواه عن جعفر بن محمد بن علي الصادق، عن أبيه، عن جابر، بالاستلام فقط، دون التقبيل أو مسح الوجه باليدين بعد مسح الحجر بهما، والمعروف في هذا الحديث: ما رواه الثقات الأثبات الحفاظ:
• فقد رواه حاتم بن إسماعيل المدني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، ووهيب بن خالد، وإسماعيل بن جعفر، وغيرهم:
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر … وذكر حديث الحج بطوله، وفيه: قال
