ابن الزبير أن يحجوا مشاة، فبينما هم يمشون في غداة شيمة إذ عرضت لهم ضبع، فتحذفوها أو ضربوها بعصيهم فقتلوها، فقالوا: ما صنعنا؟ قتلناها ونحن محرمون؟ فسئل ابن عمر، فقال: ليذبحوا كبشاً، فقيل: عن كل إنسان كبش؟ فقال: إنكم لمعزَّز بكم، كبش عن جميعكم.
وأثر ابن عمر هذا يحتمل في مثل هذا، وهو دليل على أن ابن عمر كان يرى الضبع صيداً، فمن قتلها فداها بكبش [تقدم تخريجه في العمد والخطأ].
ج - وروى عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ]، ويحيى بن سعيد القطان [ثقة حجة، إمام ناقد]، وعبد الله بن وهب [ثقة حافظ]:
أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرنا نافع؛ أن رجلاً أخبر ابن عمر؛ أن سعد بن أبي وقاص يأكل الضباع، فلم ينكره ابن عمر.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢١٠/ ٨٩٥٧)، وابن أبي شيبة (١٣/ ٣٧٧/ ٢٥٨٧١)، ومسدد بن مسرهد في مسنده (٥/ ٣٠٤/ ٤٧١٨ - إتحاف الخيرة) (١٠/ ٦٠٥/ ٢٣٥٠ مطالب)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٤٤٩/ ٩١٦)، وعلقه ابن عبد البر في التمهيد (١/ ١٥٣ - ١٥٤) (١/ ٣٣٩ - ط (الفرقان).
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح.
د - وروى ابن علية [هو: إسماعيل بن علية، ويحتمل أن يكون تحرف عن ابن عيينة، كذا رواه عنه عبد الرزاق]، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الله؛ في الضب يصيبه المحرم حفنة من طعام. [وقع في المطبوع: جفنة، بالجيم].
أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ٨٦/ ١٦٣٣٦ - ط الشثري).
• ورواه ابن عيينة: عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال في الضب: حفنة من طعام، لأن رسول الله ﷺ لم يأكله. قال عبد الرزاق: حفنة، يعني: ملء كف.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ١٢٦/ ٨٤٧٦ - ط التأصيل الثانية).
قلت: يبدو لي أن ذكر عبد الله أقحم في إسناد ابن أبي شيبة، إذ لم أجد أحداً عزى هذا القول لعبد الله [سواء كان ابن عمر، أو ابن عباس، أو ابن مسعود، أو ابن عمرو]، وإنما يُعزى هذا القول لمجاهد: أن الضب فيه حفنة من طعام [انظر: الإشراف لابن المنذر (٣/ ٢٣٩). الإقناع (١/ ٢١٦). المحلى (٥/ ٢٥٢). المغني لابن قدامة (٥/ ٤٠٤). المجموع شرح المهذب (٧/ ٤٤٠)] [وممن أثبت عبد الله في إسناد ابن أبي شيبة: ابن حجر في التلخيص (٢/ ٥٤٢)]، والله أعلم.
فهو مقطوع على مجاهد بإسناد صحيح.
٦ - عن أبي هريرة:
• رواه وكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبيد الله بن موسى [وهم ثقات]، ومحمد بن ربيعة الرؤاسي [الكلابي: ثقة، ابن عم وكيع، ورفيق أبي نعيم إلى
