وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٦٤): «قال يحيى بن معين: يزيد بن أبي زياد: لا يحتج بحديثه».
وتعقبه أبو الحسن القطَّان في بيان الوهم (٢/ ٣٩١)، فقال: «ثم أتبعه أن قال: يزيد بن أبي زياد لا يحتج بحديثه. لم يعرض له بأكثر من هذا، والقول فيه كما تقدم»، يعني: مرسلاً فيما بين مجاهد وعائشة.
وقال في موضع آخر (٥/ ٧٣٠): «وذكر حديث إسدالهن على وجوههن وعند لقائهن الركبان، وضعفه، ولم يبين أنه منقطع».
وقال في إحكام النظر (١٨٥): «قلنا: هذا ضعيف، لضعف: يزيد بن أبي زياد.
ذكر: حديثه هذا البزار. ونقول أيضاً: لو صح لم يكن فيه ما يحرم على المحرمة إبداء وجهها، ولا ما يوجب عليها ستره، فإنه ليس فيه عن النبي ﷺ شيء».
وقال ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٥/ ٤٨٤): «وذكر الترمذي في العلل عن يحيى بن سعيد: كان شعبة ينكر أن يكون سمع مجاهد من عائشة. وذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن شعبة؛ أنه كان ينكر ذلك. وقال ابن أبي حاتم: روى عن عائشة مرسلاً».
وقال ابن حجر في الدراية (٢/٣٢): «وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو: ضعيف، وقد قال فيه مرة: عن مجاهد عن عائشة، ومرة: عن أم سلمة، كذا في الدارقطني والطبراني».
وقال في الفتح (٣/ ٤٠٦): «في إسناده ضعف».
• قلت: مجاهد قد سمع من عائشة، وقد أثبت له السماع: ابن المديني، والبخاري، ومسلم وابن حبان، والمثبت مقدم على النافي، وقد ثبت سماعه في الأسانيد، واحتج البخاري ومسلم بأحاديث لمجاهد عن عائشة [انظر في إثبات سماعه من عائشة: فضل الرحيم الودود (٤/ ٢٢٨/ ٣٥٨)].
قال الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (٢/ ٣٣٩): فإذا كان مجاهد قد أدرك علياً، وقد اتفق رواية أيوب ووهيب عنه: خرج علينا علي؛ فالمثبت أولى من النافي؛ وذلك أن البخاري ومسلماً لما ثبت رواية مجاهد عن عائشة؛ لم يلتفتا إلى قول من نفى سماعه منها، والله أعلم بالصواب.
• قلت: وهذا حديث ضعيف؛ يزيد بن أبي زياد الكوفي هو في الأصل: صدوق عالم؛ إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير، وكان إذا لقن تلقن، فهو: ليس بالقوى؛ كما قال أكثر النقاد، لأجل ما صار إليه أمره، قال البرديجي: «روى عن مجاهد، وفي سماعه منه نظر، وليس هو بالقوي» [انظر: التهذيب (٩/ ٣٤٤). الميزان (٤/ ٤٢٣). وقد تقدم الكلام عليه مراراً] [راجع تفصيل القول في يزيد بن أبي زياد فضل الرحيم الودود (٨/ ٣٠٠ - ٣١٠/ ٧٥٠)]
