كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٢٨ - باب متى يقطع التلبية؟ - ج: 27 - ص: 198

أهله من جمع بليل، وأما طرف موضع قطع التلبية بالعمرة فهو حديث مستقل، أخرجه أبو داود (١٨١٧) والترمذي (٩١٩)، وسيأتي تخريجه في الباب القادم إن شاء الله تعالى.

٩ - ورواه جميل بن الحسن، قال: حدثنا أبو همام محمد بن الزِّبْرِقان، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، قال: كنت ردف النبي ﷺ يوم النحر من جمع، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة القصوى. لفظ البزار.

وفي رواية عن أخيه الفضل بن عباس، أنه كان رديف رسول الله ﷺ، فلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر.

أخرجه البزار (٦/ ٩٤/ ٢١٤٦)، وأبو عروبة الحراني في أحاديثه (٢٥ - رواية الحاكم)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٧٧/ ٧٠٤).

قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سعيد بن أبي عروبة بهذا الإسناد إلا محمد بن الزبرقان، وتابعه إبراهيم بن طهمان، والمحفوظ عن محمد بن الزبرقان».

• ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة؛ أن ابن عباس حدث، عن النبي ﷺ أنه كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر.

أخرجه ابن أبي عروبة في المناسك (٦٥)، ومن طريقه عبد الخالق بن أسد في المعجم (١٨٦).

قلت: هذا الوجه هو الصواب من حديث ابن أبي عروبة، فإن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، هو: راوي كتاب المناسك، وهو ثقة، سمع من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه، وهو من أروى الناس عنه، روى له الشيخان من روايته عن ابن أبي عروبة.

ولا تعارض روايته برواية محمد بن الزبرقان أبي همام الأهوازي، فإنه: ليس به بأس، ولم يكن من أصحاب ابن أبي عروبة، ولم يخرج له عن ابن أبي عروبة أحد من أصحاب الكتب الستة، ولا المسانيد العشرة، وحديثه عنه ليس مبثوثاً في المصنفات، ولم يكن بصرياً بلدياً لابن أبي عروبة، ثم إن الراوي عنه متكلم في روايته عنه، يروي عنه الغرائب:

جميل بن الحسن بن جميل الأزدي العتكي الجهضمي، كتب عنه أبو زرعة، وسكت عنه، وقال ابن أبي حاتم: «أدركناه، ولم نكتب عنه»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: - «يُغرب»، وقال ابن عدي: «سمعت عبدان يقول - وسئل بحضرتي عن جميل بن الحسن فقال: كان كذاباً فاسقاً فاجراً. وقال: سمعت ابن معاذ يحكي عن آخر عن امرأة زعمت أن جميل تعرض لها وراودها، فقالت له: اتق الله، فقال: إنه ليأتي علينا الساعة يحل لنا فيها كل شيء، أو كما قال قال عبدان وكان عندنا بالأهواز ثلاثين سنة لم نكتب عنه. وجميل بن الحسن: لم أسمع أحداً يتكلم فيه غير عبدان، وهو كثير الرواية، وعنده كتب سعيد بن أبي عروبة، يرويه عن عبد الأعلى عن سعيد، وعنده عن أبي همام الأهوازي