أخرجه الشافعي في الأم (٨/ ٥١١/ ٣٥٩٨)، عن ابن مهدي به هكذا مرفوعاً.
كذا وجدته من حديث ابن مهدي عن شعبة به مرفوعاً؛ فلا أدري ممن الوهم؟
وقد جزم بوقفه على ابن مسعود أحمد وأبو حاتم، بل جزم أبو حاتم بأن شعبة إنما يرويه عن أبي إسحاق به موقوفاً، ولم يرفعه.
• وعليه فالصواب موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح على شرط البخاري، ومثله لا يكون رأياً؛ فإن هذه التلبية إنما نقلها الصحابة عن رسول الله ﷺ، وقد ثبت ذلك من حديث ابن عمر، وجابر، وعائشة.
ويؤيد الوقف فيه ما رواه أبو خالد [الأحمر سليمان بن حيان ثقة]، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يعلمنا هذه التلبية: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك».
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٧٨/ ١٣٩٦٣ - ط الشثري)، قال: حدثنا أبو خالد به.
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح غريب، وهو على شرط الشيخين، ومثله لا يكون رأياً، سيما مع تعليم ابن مسعود أصحابه إياها، مثل ما كان يفعل في التشهد، وتحتمل الغرابة هنا؛ لمجيئه من وجه آخر صحيح حيث رواه شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله.
كما ثبت بعض هذه التلبية مرفوعاً من حديث ابن مسعود:
• فقد روى أبو الأحوص سلام بن سليم، وسفيان الثوري [وعنه: يحيى بن آدم]، وهشيم بن بشير، وورقاء بن عمر [وهم ثقات]، وسليمان بن كثير [ليس به بأس]، وزياد بن عبد الله البكائي [ثقة ثبت في مغازي ابن إسحاق، وفيما عدا المغازي فهو: ليس بالقوي]:
عن حصين بن عبد الرحمن، عن كثير بن مدرك، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله، ونحن بجمع: سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة، يقول في هذا المقام: «لبيك اللهم لبيك». لفظ أبي الأحوص [عند مسلم].
ولفظ هشيم [عند مسلم، وأحمد]: أخبرنا حصين عن كثير بن مدرك الأشجعي، عن عبد الرحمن بن يزيد؛ أن عبد الله لبى حين أفاض من جمع، فقيل: أعرابي هذا؟ فقال عبد الله: أنسي الناس أم ضلوا؟! سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المكان: «لبيك اللهم لبيك».
ولفظ زياد البكائي [عند مسلم]، عن حصين، عن كثير بن مدرك الأشجعي، عن عبد الرحمن بن يزيد، والأسود بن يزيد، قالا: سمعنا عبد الله بن مسعود، يقول بجمع: سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة هاهنا، يقول: «لبيك اللهم لبيك». ثم لبى ولبينا معه.
أخرجه مسلم (١٢٨٣)، وأبو عوانة (١٠/ ١٦٢/ ٣٩٩٧ و ٣٩٩٨)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٣٦٥/ ٢٩٥٣ - ٢٩٥٥) و (٣/ ٣٦٦/ ٢٩٥٦)، والنسائي في
