للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: وهو كما قالا؛ حديث صحيح، على شرط الشيخين.

ورواه الحارث بن أبي أسامة التميمي: ثنا عاصم بن علي [الواسطي: صدوق، تكلم فيه ابن معين]: حدثنا ليث بن سعد: حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر ؛ أنه قال: إن رجلاً قام في المسجد، فقال: من أين تأمرنا يا رسول الله أن نهل؟ فقال رسول الله : «يُهِلَّ أهل المدينة من ذي الحليفة، ويُهِلَّ أهل الشام من الجُحفة، ويُهل أهل نجد من قرن»، قال: ويزعمون أن رسول الله قال: «يُهِلَّ أهل اليمن من يلملم». وكان عبد الله يقول: لم أفقه هذه من رسول الله .

وكان عبد الله بن عمر إذا جاء ذا الحليفة حاجاً أو معتمراً مكث بها ما بدا له، فإذا أراد أن يركب دخل المسجد فصلى فيه، فقدمت راحلته بفناء المسجد، فإذا خرج ركبها، فإذا استوت به قائمة أهل، ثم انطلق يهل، يقول: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك». وكان عبد الله يقول: هذه تلبية رسول الله ، وكان يزيد من عنده في أثر تلبية رسول الله : لبيك لبيك وسعديك، والخير في يديك، لبيك والرغباء إليك والعمل. يهل كذلك.

وإذا دخل أدنى الحرم ترك الإهلال حتى يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، حتى إذا قضى طوافه بالبيت وبين الصفا والمروة، فإن كانت عمرةً فقد قضاها، وإن كانت حجةً أهل بعد أن يطوف بين الصفا والمروة، فكان كثيراً ما يقول عند الصفا والمروة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

فما مكث بعد أن يفرغ من طوافه كله أهل حتى يروح من مكة إلى منى، فيُهل عشية تلك الليلة التي يمكث بمنى، وحتى يصبح بمنى، وكان إذا استطاع صلى الظهر يوم التروية بمنى، وإذا ركب غادياً من منى إلى عرفة ترك الإهلال حتى يقضي حجه، وأخذ في تكبير الله وتهليله وتحميده وتسبيحه.

أخرجه الحارث بن أبي أسامة في المسند (٣/ ٢٢٠/ ١٦١٥)، ومن طريقه: أبو موسى المديني في اللطائف (٣٩٨). [تقدم تخريج طرف المواقيت منه تحت الحديث (١٧٣٧)، في المجلد الثالث والعشرين من الفضل، وأخرج منه البخاري (١٣٣) طرف المواقيت]. قال أبو موسى: «هذا حديث حسن السياق، أخرج البخاري منه ذكر الإهلال في الصحيح عن قتيبة، عن الليث».

وروى إسحاق بن منصور التميمي [الكوسج: ثقة ثبت]: أخبرنا محمد بن يوسف [الفريابي]: حدثنا سفيان [الثوري]، عن أيوب وليث عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي قال: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».

أخرجه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٤/٤٠/٧٥٨).

وليث المقرون بأيوب السختياني في هذا الإسناد، الأشبه أنه: ابن أبي سليم،

<<  <  ج: ص:  >  >>