وفي الموضع الثاني من الكبرى (٩٥٣٣): فقال: أنشدكم بالله! ألم تسمعوا رسول الله ﷺ ينهى عن ثياب الحرير؟ قالوا: اللهم، قال: وأنا أشهد.
وفي الموضع الثالث من الكبرى (٩٧٣٧): فقال: أنشدكم بالله! ألم تسمعوا أن رسول الله ﷺ ينهى عن صُفَف النمور؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنا أشهد.
ولفظ الطحاوي في المعاني والمشكل (٤٨٣٣): قال: حدثنا حمران، قال: حج معاوية، فدعا نفراً من الأنصار في الكعبة، فقال: أنشدكم الله! ألم تسمعوا أن رسول الله ﷺ نهى عن ثياب الحرير؟ فقالوا: اللهم نعم، قال: وأنا أشهد.
ولفظه في المشكل (٣٢٤٩) قال: حدثني حمران قال: حج معاوية فدعا نفراً من الأنصار في الكعبة، فقال: أنشدكم بالله! ألم تسمعوا رسول الله ﷺ نهى عن صُفَف النمور؟ قالوا: اللهم نعم، قال: وأنا أشهد.
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/ ١٦٣/ ٥١٥٨) (٨/ ١١٤/ ٥٢٠٢ - ط التأصيل)، وفي الكبرى (٨/٣٦٢/ ٩٣٩٧) (١١/ ٣٣٩/ ٩٥٩٤ - ط التأصيل) و (٨/ ٤٠٥/ ٩٥٣٣) (٩٧٣٠ - ط التأصيل) و (٨/ ٤٧٠/ ٩٧٣٧) (٩٩٣٣ - ط التأصيل)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/٢٤٥/ ٦٦٦٠)، وفي شرح المشكل (٨/٢٩٢/ ٣٢٤٩) و (١٢/٣١٨/ ٤٨٣٣)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (٢/ ٧٣٣). [التحفة (٨/١٣٠/ ١١٤٠٥)، الإتحاف (١٣/ ٣٦٨/ ١٦٨٦٢)، المسند المصنف (٢٤/ ١١١٤٤/ ٦١٣)].
هكذا أسقط من الإسناد الواسطة بين يحيى، وبين حمران، وهو أبو شيخ، وأثبت السماع ليحيى من حمران؛ ولم يسمعه منه، بل سمعه من أبي شيخ من أخيه حمان، والله أعلم.
وهذا الاختلاف إنما هو من الأوزاعي نفسه، حيث اختلف الثقات عليه، والله أعلم. قال النسائي في المجتبى: «قتادة [وفي المطبوعتين: عُمارة، وهو تحريف] أحفظ من يحيى، وحديثه أولى بالصواب». والتصحيح من الكبرى.
وقال في الكبرى: «قتادة أحفظ من يحيى بن أبي كثير، وحديثه أولى بالصواب، والله أعلم».
قلت: قد اضطرب الأوزاعي في حديث يحيى بن أبي كثير اضطراباً شديداً، ولا ينبغي أن نحمل يحيى مثل هذا الاختلاف؛ لثلاثة أمور:
الأول: أن الأوزاعي، وإن كان إماماً حافظاً؛ إلا أن كتابه عن يحيى بن أبي كثير كان قد ضاع، فكان يحدث به من حفظه، ويهم فيه، فلم يكن يقيم حديث يحيى [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٧)].
والثاني: أن أحد أوجه الاختلاف على الأوزاعي قد وافق الرواية المحفوظة عن يحيى، حيث قال فيها شعيب بن إسحاق [وهو: دمشقي، ثقة]: عن الأوزاعي، عن حديث يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو شيخ قال: حدثني حِمَّان.
