وقال في المعرفة: «وإنما يمتنع أهل العلم بالحديث من تثبيت هذا؛ لأنه من رواية إبراهيم بن يزيد الخوزي، وقد ضعفه أهل العلم بالحديث، يحيى بن معين وغيره، وروي من أوجه أخر كلها ضعيفة».
قلت: هذا حديث منكر؛ إبراهيم بن يزيد الخوزي: متروك، منكر الحديث.
ورواه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، واضطرب في إسناده:
• فرواه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي مرةً، عن محمد بن عباد بن جعفر، قال: جلسنا إلى عبد الله بن عمر، فقال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ، فقال له: ما السبيل؟ قال: «الزاد والراحلة».
أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (٣/ ٧١٣/ ٣٨٦٠) (٣/ ٣٣٠/ ١٠١٧ - ط ابن الجوزي)، وابن عدي في الكامل (٧/ ٤٥٢)، وابن المقرئ في الأربعين (٦٣).
قال ابن عدي: «وهذا معروف بإبراهيم بن يزيد الخوزي، عن محمد بن عباد بن جعفر، رواه عن إبراهيم الثوري وغيره، ورواه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن محمد بن عباد، وهو من هذا الطريق: غريب».
قلت: هو حديث منكر؛ محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي: متروك، منكر الحديث، روى أحاديث باطلة العهدة فيها عليه [اللسان (٧/ ٢٢٧ و ٤٠٤)]؛ إنما يُعرف هذا من حديث الخوزي؛ كما صرح بذلك: الترمذي وابن عدي وأبو نعيم والبيهقي.
• ورواه مرة أخرى محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن جريج، عن محمد بن عباد، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، سئل عن السبيل إلى الحج؟ فقال: «الزاد والراحلة».
أخرجه الدارقطني (٣/ ٢١٧/ ٢٤٢٢). [الإتحاف (٨/ ٦٦٧/ ١٠١٩٩)].
• هكذا اضطرب فيه ابن عمير هذا؛ ثم رواه مرة أخرى فقلب إسناده، وجعله من مسند جابر بن عبد الله:
رواه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي الزبير أو عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال: لما نزلت هذه الآية ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾، قام رجل، فقال: يا رسول الله ما السبيل؟ قال: «الزاد والراحلة».
أخرجه الدارقطني (٣/ ٢١٣/ ٢٤١٣)، ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (٢/ ١١٣/ ١١٩٤). [الإتحاف (٣/ ٥١١/ ٣٦٠٦)].
قال الدارقطني: حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب [ثقة حافظ. تاريخ بغداد (٦/ ٤٠٩)، وقال: «كان ثقة ثبتاً». تاريخ الإسلام (٧/ ٤٧٢)، السير (١٥/ ٦٨)]: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة [روى عنه جماعة من الحفاظ والمصنفين، ولم يجرحه معتبر تاريخ الرقة (٣٤١)، اللسان (١/ ٢٤٢)]: أخبرنا عبد الملك بن زياد النصيبي قال ابن حبان: «مستقيم الحديث، يغرب عن مالك»، ولا عبرة بقول الأزدي، ولا يُحفظ
