عن أبي مريمَ الأزْديِّ، واسمُهُ عَمْرو بنُ مرّةَ، فيما ذكرَهُ الترمذيُّ، قالَ: " دخلتُ على معاويةَ، فقالَ: ما أنعَمنا بكَ أبا فلانٍ، وهي كلمةٌ تقولُها العربُ، فقلتُ: حديثٌ سمعتُهُ، أُخبرُكَ بهِ، سمعتُ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يقولُ:" من ولاّهُ اللهُ شيئاً مِن أمرِ المسلمين، فاحتجبَ دونَ حاجتهمْ وخَلَّتِهمْ، وفقْرِهمْ، احتجبَ اللهُ دونَ حاجتِهِ وخَلّتِهِ وفقْرِهِ، قالَ: فجعلَ رجلاً على حَوائجِ النّاسِ "(١٨)، رواهُ الإمامُ أحمدُ، وأبو داودَ، وهذا لفظُهُ، والترمذيُّ، وقال: غريبٌ، وقد رُويَ من غيرِ هذا الوجهِ، وفي البابِ عن ابنِ عمرَ.
عن أنسٍ:" أنّ قيسَ بنَ سعْدٍ - هو - ابنُ عُبادةَ، كان يكونُ بينَ يدي رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بمنزلةِ صاحبِ الشُّرَطِ من الأميرِ "(١٩)، رواهُ البخاريُّ.
قالَ اللهُ تعالى:" وشَاوِرْهُمْ في الأمرِ ".
قالَ الشافعيُّ: أخبرنا سفيانُ بنُ عُيَيْنةَ عن الزُّهريِّ، قالَ: قالَ أبو هريرةَ: " ما رأيتُ أحداً قطُّ، كانَ أكثرَ مشورةً لأصحابهِ مِن رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ "(٢٠)، فيه: انقطاعٌ. وقد رواهُ الإمامُ أحمدُ، أيضاً.
عن ابنِ عمرَ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: " كلّكُم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيتِهِ، فالإمامُ الذي على الناسِ راعٍ، ومسؤولٌ عن رعيّتِهِ،. . الحديث "(٢١)، أخرجاهُ.
عن مَعْقلِ بنِ يَسارٍ، قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يقولُ: " ما مِنْ أميرٍ يَلي أُمورَ المسلمين، ثمّ لا يُجهدُ لهم وينصحُ، إلاّ لم يَدخلْ معهم الجنّة "(٢٢)، رواهُ مسلمٌ.
(١٦) هكذا بالأصل، وفي مسلم: " أخذها بحقّها "، والله أعلم. (١٧) مسلم (٦/ ٦). (١٨) أحمد (المتن ٥/ ٢٣٩) وأبو داود (٢/ ١٢٢) والترمذي (٢/ ٣٩٥). (١٩) البخاري (٢٤/ ٢٣٢). (٢٠) الشافعي (٨/ ٤٣٥ الأم مع المسند)، قلت: ذكره الترمذي (٣/ ١٢٩). (٢١) البخاري (٢٤/ ٢٢١) ومسلم (٦/ ٨). (٢٢) مسلم (٦/ ٩).