تقدّمَ قولُهُ عليهِ السلامُ:" إنّما الولاءُ لمنْ أعتقَ "(٣)، وفي لفظٍ للبخاري:" الوَلاءُ لمن أعطى الوَرِقَ، ووَلِيَ النِّعمةَ ".
قالَ مالكٌ عن ربيعةَ بنِ أبي عبدِ الرحمن:" أنّ الزُّبيرَ بنَ العَوّام اشْترى عبداً فأعتقَهُ، ولذلكَ العبدِ بنونٌ من امرأةٍ حرّةٍ، فلما أعتقَهُ قالَ الزُّبيرُ: هم مَواليَّ، وقد قالَ مَوالي أمّهم همْ: مَوالينا، فاختصموا إلى عثمانَ، فقَضى للزُّبيرِ، بولائِهم "(٤).
ثمَّ رواهُ عن هشامِ بنِ عُرْوةَ عن أبيهِ: مثلَ حديثِ ربيعةَ، وكلاهما: فيهِ انقطاعٌ إلا أنهُ قويٌّ، واللهُ أعلمُ.
عن أبي بكرِ بنِ عبد الرحمن بنِ الحارثِ بنِ هشامٍ: " أنّ العاصَ بنَ هشامٍ هلَكَ وتركَ بنينَ لهُ ثلاثةً، اثنان لأمٍّ، ورجلٌ لعَلّةٍ، فهلكَ واحدُ اللّذين لأمٍّ، وتركَ مالاً وموالياً،
(١) البخاري (١٣/ ٩٥) ومسلم (٤/ ٢١٦). (٢) الشافعي (٤/ ٥٢) والبيهقي (١٠/ ٢٩٣)، قلت: وعند الطبراني في الكبير من حديث ابن أبي أوفى قاله في المجمع للزوائد (٤/ ٢٣١). (٣) تقدم. (٤) مالك (٢/ ١٤٣)، والبيهقي (١٠/ ٣٠٧) من طريقيه هنا، ومن طريق آخر.