بصورة البشر ومعلمًا له -صلى اللَّه عليه وسلم- الوضوء والصلاة بفعله، ويحتمل أن يكون للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويكون تقدير الكلام هكذا: فتوضأ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد التعلم فلما فرغ من الوضوء، ويؤيده الحديث الآتي لأبي هريرة؛ لأنه يدل على أن تعليم جبرئيل كان بالقول، فتدبر.
وأما جعل الضمير في (فرغ) للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وفي (أخذ) لجبرئيل عليه السلام فأيضًا محتمل لكنه بعيد، وأما ما ذكر صاحب (سفر السعادة) من أنه توضأ جبرئيل ثم قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: بأن يتوضأ مثله، ثم أخذ جبرئيل غرفة ماء وضرب بها وجهه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذلك شيء آخر غير هذا النضح، فعله تكميلًا وتتميمًا للتطهير والتنظيف، أو لسر آخر يكون في ضمنه، واللَّه أعلم.
٣٦٧ - [٣٤](أبو هريرة) قوله: (إذا توضأت فانتضح)(١) أي: فرجك، ولعله فهم ذلك في ذلك المقام، أو الراوي اختصر ههنا اكتفاء.
وقوله:(الحسن بن علي الهاشمي الراوي منكر الحديث)(٢) هو الحسن بن علي ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ضعفه أحمد والنسائي وأبو حاتم والدارقطني، وقال البخاري: وهو منكر الحديث، يروي عن أبي الزناد عن الأعرج بأحاديث موضوعة، وروى عنه وكيع وغيره، وقد روى عن الأعرج أيضًا (٣).