القاضي عياض (١): امتحشوا وامتحشت، ضبطه أكثرهم: بضم التاء وكسر الحاء على ما لم يسم فاعله، وضبطناه على أبي بحر بفتح التاء والحاء في الأول، وضبط الأصيلي في الآخر بفتحهما أيضًا، يقال: محشته النار: أحرقته، وقال ابن قتيبة: محش النار وامتحش، وحكى يعقوب أمحشه الحر: أحرقه، وقال غيره: ولا يقال: محشته في هذا بمعنى أحرقته، وحكى صاحب (الأفعال) الوجهين بمعنى أحرقته، قال: ومحشت لغة، وأمحشت المعروف، ويقال: امتحش فلان غضبا، أي: احترق، وقال الداودي: انقبضوا واسودوا.
٥٥٨١ - [١٦](أبو هريرة) قوله: (فاكون أول من يجوز من الرسل بأمته) ظاهره أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- يجوز ويمر على الصراط مع أمته تحلة للقسم في قوله تعالى:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}[مريم: ٧١]، وقد اختلف في ذلك، وخص -صلى اللَّه عليه وسلم- من هذا العموم، ويجوز أن تجعل الباء للتعدية بمعنى: يجيز أمته واقفًا عليه حاضرًا عنده، واللَّه أعلم.
وقوله:(في جهنم كلاليب) جمع كلوب بفتح كاف وتشديد لام مضمومة: حديدة لها شعب يعلق به اللحم، وفي (النهاية)(٢): هو بالتشديد: حديدة مُعْوَجَّة