وقوله:(فلا تنتهكوها) انتهاك الحرمة: تناولها بما لا يحل، والنَّهْكُ مبالغة في كل شيء، يقال: نَهَكْتُ الدابة حلبًا: إذا لم تُبق في ضرعها لبنًا، وفي الحديث:(لينتهك الرجل بين أصابعه أو لتنتهكنّه النار)(١) أي: ليبالِغْ في غسل ما بينهما في الوضوء أو لتبالغن النار في إحراقه، وحديث:(انهكوا أعقابكم أو لتنهكنّها النار)(٢)، أي: بالغوا في غسلها وتنظيفها، و (انهكوا وجوه القوم)(٣) أي: ابلغوا جهدكم في قتالهم، وحديث:(انهكوا الشوارب)(٤) أراد الاستئصال في قص الشوارب، وحديث:(تنتهك ذمة اللَّه وذمة رسوله)(٥) يريد نقض العهد والغدر بالمعاهدة، وغير ذلك من المواضع.
تم كتاب الإيمان بعون الملك المنان، ويتلوه كتاب العلم، وباللَّه التوفيق.