٤٩٨٨ - [٤٢](ابن مسعود) قوله: (إذا سمعت جيرانك يقولون: قد أحسنت فقد أحسنت) الحديث، ينبغي أن يقيد بكون الجيران من أهل الحق والإنصاف غير مفرطين في المحبة والعداوة، كما قالوا مثل ذلك في حديث:(من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًّا وجبت له النار، أنتم شهداء اللَّه في الأرض)(١)، وذلك ظاهر، ويجوز أن يجعل هذا كناية عن الإحسان إلى الجيران.
٤٩٨٩ - [٤٣](عائشة) قوله: (أنزلوا الناس منازلهم) أي: أكرموا كل شخص على حسب فضله وشرفه، ولا تسووا بين الوضيع والشريف والخادم والمخدوم من غير تحقير للفقراء بما يؤذيهم.
روي عن عائشة -رضي اللَّه عنها- كانت جالسة وعندها طعام كل منه، فإذا فقير سأل، فأرسلت عليه كسرة من خبز، ثم مرّ بها راكب فأرسلت إليه أن الطعام حاضر فأت إن كانت لك رغبة، قيل لها: ما هذا التفاوت بين المؤمنين؟ فقالت: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:(أنزلوا الناس منازلهم)، كذا في (إحياء العلوم)(٢) أو كما قال.
(١) أخرجه مسلم (٩٤٩). (٢) "إحياء علوم الدين" (٢/ ٤٤).