في حديث آخر: رأيت شعر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند أنس بن مالك مخضوبًا، فتأويله أنه كان قد طيبه فصار شبيهًا بالمخضوب أو أنه خضبه تقوية وتبقية له بدليل أنه قد جاء عن أنس أنه قال: لم يخضب، وأما ما جاء في حديث آخر أنه كان -صلى اللَّه عليه وسلم- يخضب تارة بحمرة وتارة بصفرة، فالمراد به أنه كان يغسل رأسه ولحيته بالحناء والزعفران تنقية وتنظيفًا وتطييبًا، ولما كان شعره -صلى اللَّه عليه وسلم- أسود لم يتصبغ به؛ لأن السواد لا يقبل لونًا آخر، كذا سمعت من شيخي رحمة اللَّه عليه.
٤٣٦٠ - [٥٧](أنس) قوله: (شاكيًا) أي: مريضًا، وكان في مرض موته.
وقوله:(عليه ثوب قطر) القطر بالكسر: ضرب من البرود، كذا قال في (القاموس)(١)، وقال أيضًا: القطر: بلد بين القطيف وعمان، وثياب قطرية بالكسر وبفتحتين على غير القياس.
وقوله:(قد توشح به) أي: لبسه بطريق الوشاح، وقيل: المراد بالتوشح مطلق التغشي مجردًا عن التوشح.
٤٣٦١ - [٥٨](عائشة) قوله: (فقدم بز) في (القاموس)(٢): البز: الثياب، وقال