والمِخَدَّة، ويثلث، ويجمع على وسد ووسائد، كذا في (القاموس)(١).
٤٣٠٩ - [٦](وعنها) قوله: (بينا نحن جلوس في بيتنا. . . إلخ)، هذا طرف من حديث الهجرة، فإنه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد قضية بيعة العقبة كان منتظرًا لنزول الوحي بالهجرة وتعيين وقتها ومكانها، والصديق -رضي اللَّه عنه- كان يلتمس منه المرافقة، فقال له -صلى اللَّه عليه وسلم-: نعم إن أذنت بذلك، فنزل الأمر بالهجرة، فجاء -صلى اللَّه عليه وسلم- أبا بكر في ظهيرة، فأخبره بذلك، وبشره بالرفاقة، فخرج في الليلة من طريق خوخة كانت في دار أبي بكر -رضي اللَّه عنه- إلى جبل ثور في أسفل مكة، ودخلا غارًا فيه القصة إلى آخرها.
وقوله:(متقنعًا) التقنع: ستر الرأس بالرداء وإلقاء طرفه على الكتف، ويقال له: التطلس أيضًا بمعنى لبس الطيلسان على الرأس، ودل الحديث على فعله -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك وجوازه، وقد خالف فيه بعض الناس، والحديث رد عليهم، وبعضهم قالوا: يجوز لسبب أو عذر كما فعله -صلى اللَّه عليه وسلم- اتقاء الحر أو استخفاء من قريش، والصحيح أنه جائز مطلقًا، وهو من أفعال الصالحين، وقد روي ذلك عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعظماءِ أصحابه والتابعين، وقد أشبع الكلام فيه في (سفر السعادة)(٢) فليطلب ثمة.