وأجالسهم، والملائكة أشد تحرزًا وتأذيًا من الروائح النتنة، وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- يترصد نزول الوحي والملائكة في كل حين، ولعله يصادف هذا الوقت، أو أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما كان يجالس الملائكة ترك ما كانوا يكرهونه ويؤذيهم مطلقًا؛ تنظفًا ورعاية لحقوق الصحبة في ترك ما يؤذي الصاحب مطلقًا، فافهم.
٤١٩٨ - [٤٠](المقدام) قوله: (كيلوا طعامكم) احترازًا عن الإسراف والتعين في الإنفاق، وعن الجهالة في البيع والشراء والقرض وأمثالها، والبركة لازمة لرعاية مقتضى الحال والتدبير خصوصًا إذا وردت فيه السنة.
٤١٩٩ - [٤١](أبو أمامة) قوله: (مائدته) في (القاموس)(١): المائدة: الطعام، أو الخوان عليه الطعام؛ فإن حمل على الأول فالضمير للنبي قطعًا، وإن أريد الثاني جاز أن يكون للطعام ويأول معنى رفعه إلى رفع المائدة، فإن قيل: قد ثبت أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يأكل على خوان، قيل: لعله لم يأكل عليه عادة وأكل لموافقة جماعة، كذا قال الكرماني (٢)، وإذا أريد بالمائدة الطعام فلا إشكال، وقيل: المراد السفرة والطبق الذي وضع عليه الطعام.