من تخصيصه بالأولياء ووجهه بالمجاز، ولكن عبارة (القاموس) تدل على اختلاف أهل اللغة في معناه، فبعضهم عمموه والآخرون خصصوه، فتدبر.
وقوله:(فقلنا: يا رسول اللَّه، نحن الفرارون) تحسرًا وخجالة واعترافًا بالذنب، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تمهيدًا لعذرهم ورفعًا للخجالة عنهم:(بل أنتم العكارون) من عكر على الشيء يعكر عكرًا وعكورًا واعتكر: كرّ وانصرف، والعكار: الكرار العَطّاف، كذا في (القاموس)(١)، أي: لستم فرارين، بل أنتم الكرارون، والعطافون إلى الحرب. وقال في (النهاية)(٢): يقال للرجل يولي عن الحرب ثم يَكُرُّ راجعًا إليها: عكر واعتكر. والكرار صفة مدح في الشجاعة، وقد وصف [به] علي المرتضى -رضي اللَّه عنه- وكرم وجهه.
وقوله:(وأنا فئتكم) تلميح إلى قوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}[الأنفال: ١٦]، والفئة: الجماعة من الناس، والمراد في الآية الكريمة الطائفة التي تقوم وراء الجيش يلتجئون إليهم إذا لحق الناس خوف أو هزيمة، جعل -صلى اللَّه عليه وسلم- نفسه الشريف العظيم بمنزلة جماعة من الناس كقوله تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}.
وقوله:(كان يستفتح) أي: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بصعاليك المهاجرين، وحديث أبي