فهو جدع، فإذا بلغ الربع فهو قصواء، وإذا جاوز فهو عضب، فإذا استؤصلت فهو صلم، والناقة قصواء، ولا يقال: بعير أقصى، ولم تكن ناقته -صلى اللَّه عليه وسلم- قصواء على الصحيح وإنما هو لقبلها، وقد روي في حديث آخر: كان له ناقة تسمى العضباء، وناقة تسمى الجدعاء، وفي أخرى: صلماء، وفي أخرى: مخضرمة، وكله في الأذن، فكل واحدة إما صفة ناقة مفردة، أو الجميع صفة ناقة واحدة، ويؤيده حديث علي -رضي اللَّه عنه- حين بعث ليبلّغ سورة براءة، فروي: العصواء، وفي آخر: العضباء، وفي آخر: الجدعاء، فهو يصرح بأن الثلاثة صفة ناقة واحدة، واللَّه أعلم.
وقوله:(لسنا نعرف العمرة) المتبادر أن معناه: لم تكن العمرة في قصدنا حين الخروج ولم ننوها، وقال التُّورِبِشْتِي (٢): أن المعنى: لسنا نعرف العمرة في أشهر الحج، وكان أهل الجاهلية يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، وإنما شرعت عام حج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله:(استلم الركن) أي: الركن الأسود، وإليه ينصرف الركن عند الإطلاق، واستلامه: أن يقبله أو يلمسه باليد إن تيسر، وهو افتعال من السلام بمعنى التحية، ولذلك أهل اليمن يسمون الركن الأسود: المحيا، أي: الناس يحيونه، أي: يسلِّمون عليه، قاله الأزهري (٣).
وقال القتيبي والجوهري: افتعال من السِّلَام، وهي الحجارة، واحده سَلِمة بكسر
(١) قوله: "فطاف سبعًا" كذا في جميع النسخ من "المشكاة"، وهكذا وقع في "المصابيح" وفي رواية مختصرة عند النسائي والترمذي، وليس هو عند مسلم، انتهى. "مرعاة المفاتيح" (٩/ ٧). (٢) "كتاب الميسر" (٢/ ٥٩٨). (٣) انظر: "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ١١٠).