وهذا صحيح، والأصح أن المراد: المقبول منه ذلك بفضل اللَّه سبحانه، وإن كان ذلك مما ذكر، ولكن فضل اللَّه واسع، قد يتقبل من العبد ويتجاوز عن سيئاته ويعفو، قالوا: ومن علامته أن يرجع خيرًا مما كان، ولا يعاود المعاصي، ويجيء راغبًا في الآخرة وزاهدًا في الدنيا، وباللَّه التوفيق.
٢٥٠٧ - [٣](عنه) قوله: (فلم يرفث) من باب نصر وفرح وكرم، والرفث والرفوث: الجماع، والفحش من القول، وكلام النساء في الجماع، أو ما وُوجِهْنَ به من الفحش، كذا في (القاموس)(١)، وفي (النهاية)(٢): ما رُوجع به النساءُ، والرفث المنهي عنه ما خوطبت به المرأة، لا ما يقال بغير سماعها، وقال الأزهري: هو كل ما يريده الرجل من النساء، والمراد به في قول اللَّه تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ}[البقرة: ١٨٧] الجماع.
وقال البيضاوي (٣): {فَلَا رَفَثَ} فلا جماع، أو فلا فحش من الكلام، {وَلَا فُسُوقَ} ولا خروج عن حدود الشرع بالسيئات وارتكاب المحظورات، {وَلَا جِدَالَ} ولا مراء مع الخدم والرفقة.
ولم يذكر في الحديث الجدال، فلعله لإدخاله في الفسوق، وقال الطيبي (٤): لم يذكر اعتمادًا على الآية.