الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ﴾ [سورة النساء: ٩٤] عقَّب على إيراد الرازي لمسألة: لو قال اليهودي والنصراني: أنا مؤمن، أو قال: أنا مسلم، هل يُحكم على بإسلامه؟ (١).
قال القاسمي:" وأما مسألة من أراد الدخول في الإسلام وهو على عقيدة فاسدة، وأنه لا بد في صحة إسلامه من تبرئه عنها، ونبذها ظهريا، وأنه لا يكتفى بقوله: أنا مسلم- فذاك بحث آخر مسلم. لكن ليس مما تشمله الآية"(٢).
ب - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [سورة الرعد: ٤١]، عقَّب على إيراد بعض المفسرين ماروي عن ابن عباس ﵁ ومجاهد: أن نقصها من أطرافها هو: «ذهاب علمائها، وفقهائها، وخيار أهلها»(٣). فقال:" ولا يخفاك أن هذا المعنى لا يذكره السلف تفسيرا للآية على أنه المراد منها، وإنما يذكرونه تهويلا لخطب موت العلماء بسبب أنهم أركان الأرض وصلاحها وكمالها وعمرانها"(٤).
* * *
(١) انظر: مفاتيح الغيب: الرازي (١١/ ١٩٠). (٢) محاسن التأويل: القاسمي (٥/ ١٤٨١). (٣) جامع البيان: الطبري (١٣/ ٥٧٨). (٤) محاسن التأويل: القاسمي (٩/ ٣٦٩١)، وسيأتي المزيد من الأمثلة في الدراسة التطبيقية.