للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال محمد بن عبد الله بن زمنين: (ومن قول أهل السنة أن الكرسي بين يدي العرش وأنه موضع القدمين) (١).

وقال القرطبي: (والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق بين يدي العرش، والعرش أعظم منه) (٢).

كما أن أهل اللغة لا يعرفون معنى الكرسي غير هذا المعنى، قال الزجاج: (والذي نعرفه من الكرسي في اللغة: الشيء الذي يعتمد ويجلس عليه، فهذا يدل على أن الكرسي عظيم دونه السموات والأرض) (٣).

وقال ثعلب: (الكرسي ما تعرفه العرب من كراسي الملوك) (٤).

ومن هذا كله يتبين لنا مدى صحة هذا القول وموافقته للكتاب والسنة وإجماع الأمة ومطابقته لما جاء في لغة العرب وأما الأقوال الأخرى فهي أقوال باطلة ومخالفة لما عليه جمهور أهل السنة من سلف الأمة وخلفها.

وأما ما استدل به أهل القول الأول من قول ابن عباس، فهو غير صحيح كما بيناه في تخريجه، والصحيح عن ابن عباس هو قوله: (الكرسي موضع القدمين .... )، وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها.

وأما القول الثاني: إن الكرسي هو العرش نفسه، فلم يثبت عن الحسن


(١) أصول السنة (ص ٩٦).
(٢) تفسير القرطبي (٣/ ٢٧٦).
(٣) تهذيب اللغة (١٠/ ٥٣).
(٤) تهذيب اللغة (١٠/ ٥٣).

<<  <   >  >>