«تفرد به: محمد بن عوف الحمصي، عن كثير بن عبيد الحذاء، عن وكيع، عن مسعر، عن محمد بن جحادة، عنه».
وقال أبو نعيم في الحلية (٥/ ٦٤): «تفرد به محمد بن عوف عن كثير، ولمسعر عن محمد بن جحادة عن أبيه وغيره عدة أحاديث مفاريد محمد بن جحادة»، وفي الكلام تحريف أو سقط لا يستقيم به المعنى.
وقال في الموضع الثاني (٧/ ٢٢٥): «تفرد به محمد بن عوف عن كثير، ولمسعر عن محمد بن جحادة عن أبيه وغيره عدة أحاديث مفاريد، ومحمد بن جحادة كوفي، عداده في التابعين، لقي أنس بن مالك، وسمع منه».
قلت: هو حديث غريب جدا، حيث تفرد به أهل الشام عن أهل العراق، ولم أقف على بقية إسناده عند الدارقطني، وأما أبو نعيم فقد أسنده في الموضعين بنفس الإسناد، فقال: حدثنا محمد بن عمر بن غالب قال: ثنا محمد بن أحمد بن المؤمل: حدثنا محمد بن عوف به.
قلت: هو حديث موضوع؛ شيخ أبي نعيم محمد بن عمر بن غالب كذبه ابن أبي الفوارس [اللسان (٧/ ٤١٢ و ٤١٣)]، وشيخه محمد بن أحمد بن المؤمل: إن كان هو أبو عبيد الصيرفي فقد وثقه عمر بن بشران السكري وأبو الحسن الجراحي [تاريخ بغداد (٢/ ٢٢٩). تاريخ الإسلام (٧/ ٢٦٨). الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ١٥٨)]، وإن كان هو ابن أبي روضة، فقد قال فيه أبو يعلى الخليلي: يروي عن شيوخ كبار لم يدركهم، وقصته مشهورة [الإرشاد (٢/ ٦٦٠)].
والمعروف في هذا ما رواه أبو بكر ابن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل [وهما ثقتان حافظان]، عن وكيع، عن مسعر، عن بكير بن الأخنس، عن أنس.
* ورواه شعيب بن إسحاق بصري ثم دمشقي، ثقة، وأبو يحيى الحماني [عبد الحميد بن عبد الرحمن: كوفي، صدوق]:
حدثنا مسعر، عن قتادة، عن أنس قال: مر بالنبي ﷺ رجل يسوق بدنة؛ فقال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «اركبها»، قال: إنها بدنة، قال: «اركبها ويحك» أو: «ويلك».
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٧/ ٢٥٩) [وفي سنده تحريف]، موصولا من طريق شعيب بن إسحاق، ثم علقه عن أبي يحيى الحماني.
قال أبو نعيم: «تفرد به شعيب وأبو يحيى الحماني، عن مسعر».
وقال الدارقطني في الأفراد (١/ ١٦٠ - ٦٦٩ - أطرافه): «هكذا رواه يعلى بن عبيد، عن مسعر، عن بكير. وروي عن دحيم - يعني: عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي -، عن شعيب بن إسحاق، عن قتادة، عن أنس، ولا يصح».
قلت: مسعر بن كدام: ثقة ثبت متقن، يحتمل منه التعدد في الأسانيد، وحديث قتادة عن أنس حديث محفوظ مشهور:
