كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٢ - باب في المرأة تحج بغير محرم - ج: 23 - ص: 304

• ورواه أبو عامر العَقَدي [عبد الملك بن عمرو: ثقة]: ثنا زمعة بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن رجلاً قدم من سفر، فقال له رسول الله ﷺ: «أنزلت على فلانة؟ ودخلت عليها؟»، فكره رسول الله ﷺ ذلك.

أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٢٤٩/ ١١٦٣٩).

وزمعة بن صالح: ضعيف.

• ورواه محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن رجلاً قدم من سفر، فقال له النبي ﷺ: «نزلت على فلانة؟ وأغلقت عليك بابها؟»، قال: نعم، فكره ذلك النبي ﷺ.

أخرجه البزار (٢/ ١٨٧/ ١٤٨٨ - كشف الأستار).

قلت: محمد بن مسلم الطائفي: صدوق، يخطئ إذا حدث من حفظه، وكتابه أصح، وقد رواه الطائفي عن عمرو بن دينار بالحديثين في قصة المكتتب في الغزو عن أبي معبد عن ابن عباس [وتقدم ذكره]، وفي قصة النزول على فلانة من حديث عكرمة عن ابن عباس، فرق بينهما، ومايز بين الحديثين، وقد توبع على هذا الحديث في قصة النزول على فلانة، ولم ينفرد بوصله، تابعه: خالد بن يزيد الجمحي، وزمعة بن صالح، وظاهر رواية ابن جريج تدل على الوصل أيضاً.

فإن الروايات التي وقفت عليها عن عبد الرزاق عن ابن جريج ليس فيها ما يُجزم معه بإرسال رواية عكرمة، وكذلك رواية حجاج عن ابن جريج، ولكن ابن جريج كان يشك في إسناده ولم يكن يضبطه، وإنما هو حديث عكرمة، وإنما روى أبو معبد عن ابن عباس حديث المكتتب في الغزو، ولم يرو قصة النازل على فلانة، والله أعلم.

• فإن قيل: روى عمرو بن أبي سلمة، عن زهير بن محمد، قال: أنا المثنى - يعني: ابن الصباح -، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول على المنبر: «لا يسافر رجل مع امرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا يدخل عليها إلا وعندها ذو محرم»، فقال رجل: يا رسول الله إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وإن امرأتي حاجة، فقال: «اصحب امرأتك».

أخرجه ابن صاعد في الثالث من مناسك الحج (١٦٦).

فيقال: ثبت العرش، ثم انقش؛ فهذا حديث منكر؛ وإنما يُعرف هذا الحديث بهذا السياق: من حديث عمرو بن دينار، عن أبي معبد، عن ابن عباس.

وعمرو بن أبي سلمة التنيسي الدمشقي: صدوق، منكر الحديث عن زهير بن محمد التميمي، قال أحمد بن حنبل: «روى عن زهير أحاديث بواطيل؛ كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله، فغلط، فقلبها عن زهير» [التهذيب (٣/ ٢٧٥)، وانظر بعض مناكيره عن زهير: علل الترمذي (١٤٨)، علل ابن أبي حاتم (٤١٤ و ٥٨٨ و ٥٩٢ و ٦١٤ و ٧١٣ و ٩٥٦ و ١٧١٠ و ٢١٦٧ و ٢٣٧٥)، وما تقدم في السنن برقم (٣٤٤ و ٨٦٤ و ٩١٣) وغيرها].