ثقات أصحابه المكثرين عنه، وفيهم أربعة من كبار الأئمة الحفاظ الأثبات؛ أحمد بن حنبل في مسنده، وأبو خيثمة زهير بن حرب [وعنه: مسلم في صحيحه]، وعمرو بن علي الفلاس [عند البزار]، ومسدد بن مسرهد [عند ابن المنذر]، ومحمد بن أبي بكر المقدمي [عند البيهقي].
ولما ذكر الدارقطني عن يحيى خلاف هذا الوجه، لم يذكر من رواه عنه، ولا ذكر اختلافاً عليه، ولا أسنده من طريقه، مع كونه أسند حديث يحيى عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة، وكان الأولى به أن يسند حديث يحيى عن ابن أبي ذئب من هذا الوجه؛ لأنه خلاف المروي في الكتب والمصنفات.
• وهكذا رواه زياد بن أيوب دلويه [بغدادي: ثقة حافظ]، والزعفراني [الحسن بن محمد بن الصباح، صاحب الشافعي: ثقة]، كلاهما: عن شبابة به كالجماعة؛ بزيادة «عن أبيه» في الإسناد [عند أبي عوانة، وأبي القاسم البغوي].
خالفهما: أبو بكر ابن أبي شيبة [ثقة حافظ مصنف]، قال: حدثنا شبابة، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم واحد ليس لها ذو حرمة».
أخرجه ابن ماجه (٢٨٩٩). [التحفة (٩/ ٢٩٩/ ١٣٠٣٥)، المسند المصنف (٣٣) (١٨١/ ١٥٣٧٥)]
قلت: يحتمل أن يكون التقصير ممن دون الحافظ الكبير أبي بكر ابن أبي شيبة، والصواب مع من زاد في الإسناد رجلاً، وتابع جماعة الثقات عن ابن أبي ذئب، والله أعلم.
• وهكذا رواه عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي بزيادة: «عن أبيه» في الإسناد: عمرو بن علي الفلاس، وهو: ثقة حافظ إمام [عند البزار].
وخالفه: إبراهيم بن مرزوق، فرواه عن أبي عامر، قال: ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١١٣) (٩/١٣ و ١٤ - نخب الأفكار).
قلت: والعهدة فيه على شيخ الطحاوي: إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري، نزيل مصر، وهو: صدوق، قال الدارقطني: «ثقة؛ إلا أنه كان يخطئ، فيقال له، فلا يرجع»، وكان قد عمي قبل موته [التهذيب (١/ ٨٦)، الميزان (١/ ٢١٤)] [وانظر في أوهامه: فضل الرحيم الودود (٨/ ١٦٠/ ٧٢٣) و (١١/ ١٥٨/ ١٠٣٦) و (١٢/ ٢٩٥/ ١١٦٧) وغيرها].
قال البخاري بعد حديث آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب (١٠٨٨): «تابعه يحيى بن أبي كثير، وسهيل، ومالك، عن المقبري، عن أبي هريرة ﵁».
قلت: أما رواية سهيل ومالك: فهي كما قال؛ عن المقبري عن أبي هريرة، وأما رواية يحيى بن أبي كثير: فهي عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ كما سيأتي.
