وأوصاني أن لا أسأل النَّاس شيئاً.
وأوصاني أن أستكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها من كنوز الجنَّة.
وهو حديث صحيح، سبق تخريجه بطرقه في فضل الرحيم الودود (١٨/ ٤٨٢/ ١٥٢٨)، وتحت الحديث السَّابق برقم (١٦٤٣)، في المجلد الحادي والعشرين.
٣ - وروي من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً: «يا عقبة! ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا وأهل الآخرة؟»، قال: «تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ألا ومن أراد أن يمدَّ له في عمره ويبسط في رزقه فليتق ربه، وليصل ذا رحمه».
أخرجه ابن وهب في الجامع (٤٨٦)، والروياني (١٥٧)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٧٣٩/ ٢٦٩)، والحاكم في المستدرك (٤/ ١٦١ - ١٦٢) (٩/ ١٧٢/ ٧٤٧٢ - ط الميمان) (٨/ ٤٠٦/ ٧٥١٣ - ط المنهاج القويم)، والبغوي في شرح السُّنَّة (١٣/٣١/٣٤٤٣). [الإتحاف (١١/ ٢٣٠/ ١٣٩٣٧)].
وإسناده واه جداً، قال ابن حبان: «إذا اجتمع في إسناد خبر: عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم»، وقد ضعف هذه السلسلة جماعة من الأئمة، منهم: ابن معين، وأبو حاتم، والجوزجاني [التهذيب (٣/١٠)، المجروحين (٢/ ٦٣)، وقد تقدم الكلام عن هذه السلسلة مراراً].
وقد سبق تخريج هذا الحديث بأطرافه في فضل الرحيم الودود (١٨/ ٨٨ و ٩١/ ١٤٦٣)، وقلت هناك: هو حديث منكر. كما تقدم ذكر هذا الطرف تحت الحديث رقم (١٦٩٣)، الشاهد التاسع، والله أعلم.
٤ - حديث معاذ بن أنس الجهني:
رواه عبد الله بن لهيعة، ورشدين بن سعد [وهما ضعيفان]:
عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن رسول الله ﷺ أنه قال: «أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتصفح عمن شتمك».
أخرجه أحمد (٣/ ٤٣٨)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (١٦٤)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (٢٩٥)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٤١٣/ ١٨٨ و ٤١٤)، والقضاعي في مسند الشهاب (١٢٨٩). [الإتحاف (١٣/ ٢١٤/ ١٦٦٠٠)، المسند المصنف (٢٤/ ٣٧٨/ ١٠٩٤٦)].
وهذا حديث منكر؛ سهل بن معاذ بن أنس: ضعيف [تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (١١١٠)].
و زبان بن فائد: ضعيف، قال أحمد: «أحاديثه مناكير»، وقال ابن حبان: «منكر الحديث جداً، ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج به»، وقال أيضاً: «ليس بشيء» [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٤٤٨١/ ١١٥)، ضعفاء العقيلي (٢/ ٩٦)، الجرح والتعديل (٣/ ٦١٦)، المجروحين (١/ ٣١٣) و (١/ ٣٤٨)، الكامل (٣/ ١٥٣)، التهذيب (١/ ٦٢١)].
