وكان رسول الله ﷺ يمسح مناكبهم وصدورهم إذا قام إلى الصلاة، ويقول: «استووا، ولا تختلفوا؛ فتختلف قلوبكم».
وكان رسول الله ﷺ يقول: «زينوا القرآن بأصواتكم».
وهو حديث صحيح، تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٦/ ٨٣/ ٥١٥) و (٦/ ٥٤٣/ ٢٤٨) و (٧/ ٣٤٩/ ٦٦٤).
٥ - حديث النعمان بن بشير:
رواه حسين بن واقد: حدثني سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من منح منيحة؛ ورقاً، أو ذهباً، أو سقى لبناً، أو أهدى زقاقاً، فهو كعدل رقبة». وفي رواية: «من منح منيحة، أو هدى زقاقاً كان له صدقة».
أخرجه أحمد (٤/ ٢٧٢)، والبزار (٨/ ١٩٠/ ٣٢٢٥)، ومحمد بن مخلد العطار في المنتقى من حديثه (٧٤)، والطبراني في الكبير (١٣٤ - قطعة من الحادي والعشرين، مسند النعمان)، والدارقطني في الثالث والثمانين من الأفراد (٧٧) (٢/ ١٥٠/ ٤٤٣٦ - أطرافه)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٦٠)، وفي الحادي عشر من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٨٦) (٢٥٩١ - المخلصيات). [الإتحاف (١٣/ ١٧١٢١/ ٥٤٦)، المسند المصنف (٢٥/ ٢٨١/ ١١٣٧٨)].
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النعمان بن بشير عن النبي ﷺ إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن سماك إلا حسين بن واقد».
وقال الدارقطني: «تفرد به الحسين بن واقد عن سماك».
قلت: هو حديث غريب؛ فإن سماكاً كان يقبل التلقين، وليس الحسين بن واقد المروزي ممن روى عنه قديماً، كما أن في تفرده عن سماك الكوفي بهذا نكارة، إذ هو من الغرباء، وممن تكلم في مروياتهم، حيث أنكرت عليه أحاديث، والله أعلم.
ولا يُعرف هذا الحديث عن سماك بن حرب إلا من هذا الوجه، ولم يروه عن سماك أحد من ثقات أصحابه المكثرين عنه، ولا أحد من قدمائهم، لا من أهل الكوفة، ولا من أهل البصرة، ولا من غيرهم من أهل العراق، وقد تفرد دونهم بهذه الرواية:
الحسين بن واقد، وهو مروزي؛ ليس به بأس، يخطئ أحياناً في الروايات، ويخالف أحياناً الثقات، له أوهام ومناكير عن عبد الله بن بريدة وأبي إسحاق السبيعي وعمرو بن دينار وغيرهم؛ فإذا توبع في الجملة قبل حديثه [راجع: ترجمته في فضل الرحيم الودود (٩/ ٥٦٣/ ٨٩٦) و (١٢/٢٨/١١٠٩) و (١٥/٨ /١٣٠٤)].
وعليه: فهو حديث منكر، والله أعلم.
حديث ابن مسعود:
٦ -
رواه إبراهيم الهجري، قال:: سمعت أبا الأحوص، عن عبد الله، عن النبي ﷺ،
