كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ٣٥ - باب ما لا يجوز منعه - ج: 22 - ص: 103

في الشفة والبهائم؛ كالماء العدّ؛ الجاري الذي لا ينقطع، فمثل هذا لا تتوفر الهمم والدواعي على نقله؛ لشهرته بين الناس، وعدم خفاء العلم فيه، واستقرار معناه في الفطر المستقيمة، ثم إن الصحابي لم يحدث بهذا الحديث؛ إلا لما وجد ما يستدعي ذكره، من منع الناس من مثل ذلك، ثم إن كل واحد من الثلاثة المذكورين؛ الماء والكلأ والنار، قد جاء ما يشهد له؛ على ما تقدم بيانه مما صح من أحاديث الباب، في الماء والكلأ والملح، كما تقدم ذكر أحاديث إباحة الاحتطاب عند الحديث المتقدم برقم (١٦٤١)، ولهذا المعنى نظائر كثيرة في أبواب العلم، والله أعلم.

والحاصل: فهو حديث صحيح، والله أعلم.

٨ - عن ابن عباس:

رواه عبد الله بن خراش بن حوشب الشيباني، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء والكلأ والنار، وثمنه حرام».

قال أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج [أحد رواته عن عبد الله بن خراش]: يعني: الماء الجاري.

أخرجه ابن ماجه (٢٤٧٢)، وأبو سعيد الأشج في حديثه (٥)، والطبراني في الكبير (١١/٨٠/١١١٠٥)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٣٤٨)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٥٠٢/ ٢٨٣٩ - أطرافه). [التحفة (٤/ ٦٩٠/ ٦٤١٨)، المسند المصنف (١٢/ ٤٢٢/ ٦٠٣١)].

قال البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة (٢/ ٤٤٨): «قلت: عبد الله بن خراش؟ قال: منكر الحديث، يحدث عن العوام بأحاديث مناكير. قلت: حدث عن العوام، عن مجاهد، عن ابن عباس: المسلمون شركاء في ثلاث؟ قال لي أبو زرعة: وحديث ابن عمر: كان للنبي ﷺ قلنسوة».

وقال ابن عدي بعد أن ذكر له جملة من حديثه عن عمه العوام بن حوشب: «وعامة ما يرويه غير محفوظ».

وقال الدارقطني في الأفراد: «تفرد به: العوام بن حوشب عن مجاهد، وتفرد به: ابن أخيه عبد الله بن خراش بن حوشب عن عمه».

قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن الثقة الثبت العوام بن حوشب: عبد الله بن خراش، وهو متروك، منكر الحديث، وقد أكثر الرواية عن عمه العوام بن حوشب بما لا يتابع عليه [الكامل (٤/ ٢١٠)، التهذيب (٢/ ٣٢٦)، الميزان (٢/ ٤١٣)].

تنبيه: تقدم حديث ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله ﷺ، قال: «ثلاث لا يُمْنَعن: الماء والكلأ والنار». [أخرجه ابن ماجه] (٢٤٧٣)

وقد تقدم تخريجه مع حديث أبي هريرة، في أول الأحاديث التي في الباب، وقلت