ويعلى بن عبيد الطنافسي [ثقة يحفظ]، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة [ثقة متقن، رواه عنه مولاه: صالح بن سهيل النخعي، وهو صدوق، وعنه: أبو معاوية القاسم بن حمدان البزاز، شيخ لأبي بكر الشافعي، وليس بالمشهور. تاريخ بغداد (١٤/ ٤٣٤ - ط الغرب)]، وغيرهم:
عن حارثة بن محمد، عن عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا يمنع فضل الماء، ولا يمنع نقع البئر».
ولفظ يعلى [عند ابن راهويه، وكذا ابن زنجويه]: «لا يمنع فضل ماء، ولا تباع ثمرة حتى يبدو صلاحها».
أخرجه ابن ماجه (٢٤٧٩)، وإسحاق بن راهويه (٩٩٦)، ومحمد بن الحسن الشيباني في الأصل (٨/ ١٤٧)، وابن زنجويه في الأموال (٢٩٤)، والبزار (١٨/ ٢٥٩/ ٣٠٥)، والبيهقي (٦/ ١٥٣)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٤/ ٤٣٥ - ط الغرب). [التحفة (١١/ ١٧٨٨٦/ ٨٤٧)، المسند المصنف (٣٨/ ٣٥٤/ ١٨٣٥٩)].
قلت: وهذه متابعة ساقطة حارثة بن أبي الرجال: متروك، منكر الحديث [التهذيب (١/ ٣٤١)، الميزان (١/ ٤٤٥)].
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عائشة ﵂، إلا من حديث عمرة عن عائشة ﵂».
قلت: لا يضر تفردها فهي من أصحاب عائشة المكثرين عنها، وكانت في حجر عائشة، وقد وثقها جماعة من النقاد وفخموا أمرها، ورأوها من أعلم الناس بحديث عائشة، حتى قال فيها ابن معين: «ثقة حجة»، وحتى قال ابن المديني: «عمرة: أحد الثقات العلماء بعائشة، والأثبات فيها» [التعديل والتجريح (٣/ ١٢٩٣)، تاريخ الإسلام (٢/ ١١٥١)، السير (٤/ ٥٠٧)، التهذيب (٤/ ٦٨٢)]، ويندر مثل هذا التفخيم من النقاد في النساء.
وقال الدارقطني في العلل (١٤/ ٤٢٤/ ٣٧٧١): «يرويه أبو الرجال، واختلف عنه: فرواه خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، وابن إسحاق، والثوري، وأبو أويس، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، عن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة.
واختلف عن مالك؛ فرواه الليث، عن سعيد الجمحي، عن مالك، عن أبي الرجال، عن عمرة، مرسلا [هكذا، وفي الكلام خلل وسقط ظاهر، فإن الذين أرسلوه عن مالك: هم رواة الموطأ، ووصله سعيد الجمحي وأبو قرة؛ كما تقدم بيانه].
ورواه حارثة بن أبي الرجال، عن جدته عمرة، عن عائشة، وهو صحيح، عن عائشة»، ثم أسنده من طريق أبي نباتة يونس بن يحيى عن الثوري به متصلا.
قلت: وظاهر تصرف أحمد الاحتجاج بحديث ابن إسحاق المتصل، فقد ساق حديثه ضمن ما صح من أحاديث الباب، ثم تكلم على فقهها، فقال في مسائل صالح (٣٣٦)،
