عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني أبو سلمة، قال: حدثني ابن أم معقل الأسدية، قال: استفتت أمي رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله إني أريد الحج وجملي عجف. وفي رواية: قالت أمي: يا رسول الله! إني أريد الحج، وجملي أعجف، فما تأمرني؟ فقال: «اعتمري في رمضان، فإن عمرة في رمضان كحجة».
أخرجه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٤/ ٨٦٠/ ٢٠٥)، وأبو العباس الأصم في مجلسين من أماليه (٢٨)، وابن قانع في المعجم (٣/ ٧٧)، وابن دحيم في فوائده (٣٤)، والبيهقي (٤/ ٣٤٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٦٠)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٢/ ٢٥٩ - ط الغرب)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٥/ ٥٣).
قال أبو علي الطوسي: «حديث أم معقل: حديث غريب من هذا الوجه».
قلت: بل هو حديث مشهور، رواه عن يحيى بن أبي كثير: هشام الدستوائي، وهو أثبت من رواه عنه، وتابعه: الأوزاعي، ومعاوية بن سلام.
لكن اختلف على الأوزاعي: فرواه جماعة من أصحابه على الوجه الذي رواه هشام الدستوائي، من مسند معقل ابن أم معقل، ورواه جماعة آخرون من أصحابه على الوجه الذي رواه معاوية بن سلام، من مسند أم معقل.
والأوزاعي: لم يكن يقيم حديث يحيى بن أبي كثير، لم يكن عنده في كتاب، ضاع كتابه عن يحيى، فكان يحدث به من حفظه، ويهم فيه [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٧)]
وعليه: فإن المحفوظ عن يحيى بن أبي كثير هو ما رواه عنه أثبت أصحابه؛ هشام الدستوائي، وتابعه عليه الأوزاعي؛ من مسند معقل ابن أم معقل، وهو صحابي، كما تقدم بيانه عند حديث ابن عباس، حيث قلت: وحديث ابن عباس هذا فيه إثبات الصحبة لأبي معقل وأم معقل وابنهما معقل.
فهو حديث صحيح، رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض، والله أعلم.
• ورواه وهيب بن خالد [ثقة ثبت]، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي [ثقة، صحيح الكتاب]، ومحمد بن فليح [ما به بأس، ليس بذاك القوي]:
حدثنا عمرو بن يحيى بن عمارة المازني [مدني، ثقة]، عن أبي زيد [مولى الثعلبيين]، عن معقل بن أبي معقل الأسدي، قال: قيل: يا رسول الله إن أم معقل حزنت حين فاتها الحج معك، قال: «فلتعتمر في رمضان؛ فإن عمرة في رمضان كحجة».
أخرجه أحمد (٤/ ٢١٠)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٢/ ٢٩٠٠ - ٢٧٩ السفر الثالث)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/١٩٢/٢١٧٤)، وأبو يعلى (١٢/ ٢٦٨/ ٦٨٦٠)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٤/ ٣٨٣/ ٣١٣٢)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٥١٣/ ٦٠٩٢) و (٦/ ٣٥٦٤/ ٨٠٥٠) [وقع في الموضع الثاني خطأ، حيث جعل مكان عمرو بن يحيى: عمرو بن أبي عمرو، وذلك في رواية الدراوردي، وقد
