أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٦٥/ ٩٨٨) مرسلا، ومن طريقه: الخطيب في الأسماء المبهمة (٤/ ٣٠١)، وابن بشكوال في الغوامض (١/ ١٣١).
رواه رواة الموطأ عن مالك به هكذا مرسلا؛ يحيى بن يحيى الليثي (٩٨٨)، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو مصعب الزهري (١١٢٦)، وسويد بن سعيد الحدثاني (٥٢١)، ومحمد بن الحسن الشيباني (٤٥٠).
قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٥٥): «روى هذا الحديث جماعة الرواة للموطأ، وهو مرسل في ظاهره؛ إلا أنه قد صح أن أبا بكر سمعه من تلك المرأة، فصار مسندا بذلك، والحديث صحيح مشهور من رواية أبي بكر وغيره».
وقال ابن العربي في المسالك شرح الموطأ (٤/ ٣٤٥): «هذا الحديث مرسل في الموطأ، إلا أنه قد صح أن أبا بكر سمعه من تلك المرأة، فصار بذلك مسندا».
قلت: رواية الزهري والحارث بن أبي بكر تقضي باتصاله، والله أعلم.
• وخالفهم بوصله: عبد الله بن نافع، فرواه عن مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن؛ أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن، يحدث عن أم معقل الأسدية؛ أنها سألت النبي ﷺ، فقالت: تجهزت للحج فعرض لي، فقال لها النبي ﷺ: «اعتمري في رمضان، فإن عمرة في رمضان كحجة».
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/٤٥/٣٢٣٩)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٥٤/ ٣٦٩).
قلت: رواية الجماعة عن مالك بالإرسال هي الأشبه بالصواب، وقد وهم بوصله: عبد الله بن نافع الصائغ، وهو: مدني، لا بأس به صحيح الكتاب، في حفظه لين، لزم مالكا، لكن روى عنه غرائب [التهذيب (٢/ ٤٤٣)].
• ورواه عبد الله بن نمير، ووكيع بن الجراح [وعنه: أبو بكر ابن أبي شيبة]، وأبو معاوية وهم ثقات، وفيهم من أثبت أصحاب الأعمش: [أبو معاوية]، ويوسف بن خالد السمتي [متروك، ذاهب الحديث كذبه غير واحد. انظر: التهذيب (٤/ ٤٥٤)]:
ثنا الأعمش، عن عمارة بن عمير [التيمي الكوفي: ثقة ثبت، من الطبقة الرابعة]، وجامع بن شداد [ثقة]، عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: جاء أبو معقل إلى النبي ﷺ، … فذكر الحديث. هكذا مرسلا، وجمع ابن نمير ويوسف في روايتهما بين عمارة وجامع.
ولفظه عند ابن أبي شيبة [من رواية وكيع بدون ذكر جامع بن شداد في إسناده: أن أبا معقل أتى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله! إن أم معقل جعلت عليها أن تحج، فلم يتيسر لها، فقال: «تعتمر في رمضان».
ولفظ أبي معاوية [عند الروياني]: نا الأعمش، عن عمارة، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: جاء [أبو] معقل المزني كذا، إنما هو الأسدي]
