الضعفاء والمتروكين، ولم يصرح بالسماع؛ فلا يحتمل تفرده بهذا عن ابن أبي مليكة دون بقية أصحابه الثقات، وقد سمع من عطاء بن أبي رباح، وكان راوية له، وأكثر عنه جداً، فتحتمل روايته عنه في المتابعات، والله أعلم.
وممن رواه أيضاً عن الحكم بن عتيبة مرسلاً:
أ - رواه أبو عوانة [ثقة ثبت]، وأبو إسرائيل [إسماعيل بن أبي إسحاق خليفة العبسي الكوفي الملائي: ليس بالقوي، سيئ الحفظ له أغاليط، يخالف الناس في حديثه، وكان غالياً في التشيع والرفض، يكفر عثمان ﵁. التهذيب (١/ ١٤٨)، الميزان (١/ ٢٢٦) و (٤/ ٤٩٠)، إكمال مغلطاي (٢/ ١٦٥)، منهج النسائي في الجرح والتعديل (٣/ ١١٤٥)، التذييل على التهذيب (٦١)، الجامع في الجرح والتعديل (١/ ٧١)]:
عن الحكم بن عتيبة؛ أن النبي ﷺ بعث عمر بن الخطاب ساعياً، فأتى العباس فسأله صدقته، فأغلظ له، فأتى النبي ﷺ فشكا ذلك إليه، فقال: «يا عمر! إن عم الرجل صنو أبيه، إنا كنا تعجلنا صدقة ماله». لفظ أبي عوانة.
ولفظ أبي إسرائيل: بعث النبي ﷺ عمر على السعاية، فأتى العباس يطلب منه صدقة ماله، فأغلظ له، فأتى علياً، فاستعان به على النبي ﷺ، فقال ﷺ: «تربت يداك! أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه، إن العباس سلفنا زكاة العام، عاماً أول».
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/٢٦)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (١/ ٥٠٠)، والبلاذري في أنساب الأشراف (٤/٦)، وعبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (٢/ ٩٤٨/ ١٨٣٣).
وهذا مرسل، قصر به راويه والمحفوظ ما رواه منصور بن زاذان، عن الحكم بن عتيبة، عن الحسن بن مسلم بن يناق المكي، قال: بعث رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب على الصدقات، … فذكر الحديث مرسلاً.
وقد صرح بذلك جمع من النقاد، تقدم نقل كلامهم.
ب - ورواه الحجاج بن أرطأة [ليس بالقوي] [وعنه: يزيد بن هارون، وحفص بن غياث، وهما: ثقتان] عن الحكم؛ أن رسول الله ﷺ بعث عمر على الصدقة، فأتى العباس يسأله صدقة ماله، فقال: قد عجَّلتُ لرسول الله ﷺ صدقة سنتين، فتجهم له عمر وأغلظ عليه، فرافعه إلى رسول الله ﷺ فقال: «صدق يا عمر، قد تعجلنا منه صدقة سنتين».
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال (١٨٨٥)، وابن سعد في الطبقات (٤/٢٦)، وابن أبي شيبة (٢/ ٣٧٧/ ١٠٠٩٨)، وابن زنجويه في الأموال (٢٢٠٧).
وهذا مرسل، قصر به راويه والمحفوظ ما رواه منصور بن زاذان، عن الحكم بن عتيبة، عن الحسن بن مسلم بن يناق المكي، قال: بعث رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب على الصدقات، … فذكر الحديث مرسلاً.
