كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣ - كتاب الزكاة - ١٩ - باب كم يؤدى في صدقة الفطر؟ - ج: 20 - ص: 357

منها: أن الإمام أحمد نفسه لم يخرجه في مسنده.

ومنها: أن عبد الله بن أحمد، وهو راوية أبيه، لم يرو هذا الحديث عنه.

ومنها: تصريح أبي داود بأن هذا الحديث بهذه الزيادة لم يروه عن ابن علية سوى رجل واحد، والمشهور بهذا الحديث هو يعقوب الدورقي.

ومنها: تفرد الحسين بن الفضل البجلي عن أحمد بهذا الحديث دون بقية أصحاب أحمد على كثرتهم.

ومنها: أن الحسين بن الفضل البجلي: معروف بالرواية عن طبقة شيوخ أحمد، مثل: عفان بن مسلم، ويزيد بن هارون، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وغيرهم، وهو هنا قد نزل فرواه عن قرينه أحمد بن حنبل، وتفرد بذلك دون بقية أصحاب أحمد، ولم يذكر ابن أبي يعلى الحسين بن الفضل في طبقات الحنابلة.

والحسين بن الفضل البجلي الكوفي نزيل نيسابور: قال فيه الخليلي: «ثقة مأمون»، وقال الذهبي في التاريخ: «المفسر الأديب، إمام عصره في معاني القرآن»، ونعته في السير بقوله: «العلامة، المفسر، الإمام اللغوي، المحدث، أبو علي البجلي الكوفي، ثم النيسابوري، عالم عصره»، وله غرائب وأفراد [الإرشاد (٢/ ٨١١)، الأنساب (٢/ ٩٢)، تاريخ الإسلام (٦/ ٧٤٢ - ط الغرب)، السير (١٣/ ٤١٤)، اللسان (٣/ ٢٠١)، الثقات لابن قطلوبغا (٣/ ٤٣٤)]، وهذا الحديث من غرائبه.

ومنها: أن الحاكم روى هذا الحديث، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصيدلاني العدل إملاء: ثنا الحسين بن الفضل البجلي به، فلم يصل إلينا من طريق البجلي إلا من رواية الصيدلاني هذا، وقد حدث به إملاء من حفظه، ولم أجد من ترجمه، ولا من وثقه بعينه، إلا توثيقا ضمنيا من الحاكم والبيهقي، والإملاء من الحفظ مظنة الوهم، لا سيما مع عدم ذكره في تراجم الحفاظ [الشعب للبيهقي (٣٦٢٧)، تاريخ الإسلام (٧/ ٧٠٥ - ط الغرب)].

• والحاصل: فإن هذه الزيادة إنما تفرد بها يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن ابن علية، ولم يتابع عليها، ولا يحفظ هذا من حديث أحمد بن حنبل عن ابن علية، والله أعلم.

- خالفه:

مسدد بن مسرهد [ثقة ثبت]، قال: نا إسماعيل بن إبراهيم نا محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام، عن عياض بن سعد، قال: ذكرت لأبي سعيد الخدري صدقة الفطر، فقال: لا أخرج إلا ما كنت أخرج في عهد رسول الله ﷺ؛ صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، أو صاع زبيب، أو صاع أقط. فقلت له: أو مدين من قمح؟ قال: لا؛ تلك قيمة معاوية، لا أقبلها، ولا أعمل بها. ليس فيه ذكر الحنطة.

أخرجه أبو داود (١٦١٧)، وابن حزم في الإحكام (٧/ ١٣٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٤/ ١٢٩). [التحفة (٣/ ٤٢٦/ ٤٢٦٩)، المسند المصنف (٢٨/ ١٢٦٩٢/ ٢٦١)].