وقد وردَ في رفعِ اليدينِ في ابتداءِ الصَّلاةِ أحاديثُ عن أزيدَ من عشرين صَحابياً " (١٥).
عن أبي هريرةَ:" كانَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذا كبَّر للصَّلاةِ نَشَرَ أصابعَهُ "(١٦)، رواهُ الترمِذِيُّ من حديثِ يَحيى بنِ يَمان عن ابنِ أبي ذِئْبٍ عن سَعيدِ بنِ سَمْعان عنهُ، قالَ: وقد رواهُ غيرُ واحدٍ عن ابنِ أبي ذِئْبٍ به قالَ: كانَ إذا دَخلَ في الصّلاةِ رفعَ يديهِ مَدّاً "، قالَ: وهذا أصحُّ، وأخطأ يحيى بنُ يمان، وكذا قال الحافظُ عبدُاللهِ بن عبدِ الرحمن الدارِميُّ، وأبو حاتمٍ الرازِيُّ.
عن وائلِ بن حُجْرٍ: " أنهُ رأى النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رفَعَ يَديهِ حينَ دخلَ في الصلاةِ، كبَّر ثُمَّ التَحفَ بثوبِهِ، ثُمّ وضعَ اليُمنى على اليُسرى " (١٧)، رواهُ مسلم، وزادَ أحمدُ، وأبو داود: " ثمَّ وضعَ يدهُ اليُمْنى على كفِّهِ اليُسْرى والرُّسْغِ والساعِدِ " (١٨)، عن قَبيصَةَ بنِ هُلْبٍ عن أبيهِ، قالَ: " رأيتُ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يضعُ يدهُ على صدرهِ، ووصف يحيى القَطّان: اليمنى على اليُسْرى فوقَ المَفْصل " (١٩)، رواهُ أحمدُ، وهذا لَفْظُهُ، والترمِذِيُّ، وقالَ: حسنٌ، وابنُ ماجَةَ بمعناهُ.
وروى أبو داود عن طاووسَ مُرْسلاً مِثْلُهُ.
عن أبي هُريرةَ أنّ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قالَ: " ليَنْتَهينَّ أقوامٌ يرفعون أبصارَهم إلى السماء في
(١٤) رواه البخاري (١/ ٣٥١)، ومسلم (١/ ٢٩٢)، وأبو داود (٧٢٢). (١٥) وقد ألف الإمام البخاري جزءاً في رفع اليدين في الصلاة. (١٦) رواه الترمذي (٢٣٩). (١٧) رواه مسلم (١/ ٣٠١). (١٨) ورواه أحمد (الفتح الرباني ٣/ ١٤٧)، وأبو داود (٧٢٧)، والنسائي (٢/ ١٢٦)، وابن خزيمة (٤٨٠). (١٩) رواه أحمد (٥/ ٢٢٦ المسند)، والترمذي (٢٥٢)، ببعض معناه، وابن ماجة (٨٠٩).