(ت: ١٠٥)، وأبي صالح (١)(ت: ١٢١)، والسُّدِّي (ت: ١٢٨) والربيع بن أنس (٢)(ت: ١٣٩) في رواية (٣)، ونسبهُ النووي (ت: ٦٧٦) إلى جمهور المفسرين (٤)، ولكنَّه مُقابَلٌ بنَصٍّ نبويّ بَيَّنَ المُراد، وأنّه جبريل ﵇، قال القرطبي (ت: ٦٥٦): (وقد روت ذلك- أي: أن مرجع الضمير في كلا الآيتين جبريل ﵇ عائشة مرفوعًا، مُفَسّرًا على ما يأتي، فلا يُلتَفت إلى ما يُقال في الآية غير هذا)(٥)، وقال ابن عطيّة (ت: ٥٤٦): (وحديث عائشة قاطعٌ لكلِّ تأويل في اللفظ؛ لأن قول غيرها إنما هو منتزعٌ من ألفاظ القرآن)(٦)، وزاد أبو حيَّان (ت: ٧٤٥) على قول ابن عطيّة هذا: (وليست نَصًّا في الرؤية بالبصر (٧) بل ولا بغيره) (٨)، وورود المعنى صحيحًا صريحًا عن رسول الله ﷺ كافٍ في
(١) باذام، ويُقال: باذان، مولى أم هانئ، روى عنها وعن أبي هريرة وابن عباس، مُفَسِّرٌ، يروي عن ابن عباس كثيرًا، وقَلَّ ما له من المُسند، توفي سنة (١٢١) تقريبًا. ينظر: السِّيَر ٥/ ٣٧، وتهذيب التهذيب ١/ ٢١١. (٢) الربيع بن أنس البكري البصري، ثم الخراساني الحنفي، عالم مرو بزمانه، أخذ عن أنس بن مالك، وأبي العالية، له تفسير يرجع أكثره إلى أبي العالية، توفي سنة (١٣٩). ينظر: السير ٦/ ١٦٩، والتقريب (ص: ٣١٨). (٣) ينظر: الكشف والبيان ٩/ ١٤١، والمحرر الوجيز ٥/ ١٩٩، وزاد المسير (ص: ١٣٦٢)، والبحر المحيط ٨/ ١٥٦، وتفسير ابن كثير ٧/ ٣٣٢٩. (٤) شرح النووي على مسلم ١/ ٣٨٤. ومُراده بجمهور المفسرين أي: المتأخرون؛ لأن عامَّةَ مفسري السلف على قول عائشة، بل نُقِل إجماع الصحابة عليه كما سيأتي. ثم نقل النووي عن الواحدي أنه قول المفسرين، والذي في الوسيط للواحدي ٤/ ٢٩٦: أن الأكثرين على أنه ﷺ رأى جبريل ﵇!. (٥) المُفْهِم ١/ ٤٠٣. (٦) المحرر الوجيز ٥/ ١٩٨. (٧) قال ابن كثير (ت: ٧٧٤): (ومن روى عنه- أي: ابن عباس ﵁ بالبصر فقد أغرب؛ فإنه لا يصِحُّ في ذلك شيءٌ عن الصحابة ﵃، وقول البغوي في تفسيره- ٧/ ٤٠٣ - : وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه، وهو قول أنس والحسن وعكرمة. فيه نظر، والله أعلم). تفسير القرآن العظيم ٧/ ٣٣٢٩، وذكر الثعلبي في تفسيره: (ذكر من قال أنَّه رآه بعينه)، ثم ذكر أربعة آثار عن الحسن وابن عباس وعكرمة والربيع، ليس في واحد منها ذِكْرُ العين أو البصر! ينظر: الكشف والبيان ٩/ ١٤٠. (٨) البحر المحيط ٨/ ١٥٦.