الحق في القول والفعل)، وإن اختلفت عباراتهم، وتعددت ألفاظهم (١)، فعن ابن مسعود ﵁ قال:(الحكمة: القرآن)(٢)، وقال ابن عباس ﵁:(يعني: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابِهه، ومُقَدَّمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله)(٣)، وقريبٌ من ذلك عن أبي الدرداء ﵁، وأبي العالية (ت: ٩٣)، والنخعي (ت: ٩٦)، ومجاهد (ت: ١٠٤)، وأبي مالك، والحسن (ت: ١١٠)، ومكحول (ت: ١١٢)، وقتادة (ت: ١١٧)، والسدي (ت: ١٢٨)، والربيع بن أنس (ت: ١٣٩)، والكلبي (ت: ١٤٦)، ومقاتل بن حيان (ت: ١٥٠)، ومقاتل بن سليمان (ت: ١٥٠)، ومالك بن أنس (ت: ١٧٩)، وابن زيد (ت: ١٨٢)، وابن قتيبة (ت: ٢٧٦)، وأبو العباس ثعلب (٤)(ت: ٢٩١)(٥)، وغيرِهِم، مِمَّا هو من التفسير بالمثال، وبجزء المعنى، ولا تعارض فيه (٦)، قال ابن القيم (ت: ٧٥١): (وأحسنُ ما قيلَ في الحكمة: قول مجاهد، ومالك: إنها معرفةُ الحق والعمل به، والإصابةُ في القول والعمل. وهذا لا يكون إلا بفهم القرآن، والفقه في شرائع الإسلام وحقائق الإيمان)(٧).
وقد جاء رَدُّ مالك بن أنس (ت: ١٧٩) على قول زيد بن أسلم (ت: ١٣٦) من هذا
(١) ينظر: جامع البيان ٣/ ١٢٥، والمحرر الوجيز ١/ ٣٦٤، والكليات (ص: ٣٨٢). (٢) معاني القرآن وإعرابه ١/ ٣٥١، وزاد المسير (ص: ١٦٥). (٣) جامع البيان ٣/ ١٢٤. (٤) أحمد بن يحيى بن زيد بن سيَّار الشيباني مولاهم، أبو العباس ثعلب، النحوي اللغوي الحافظ، صَنَّف معاني القرآن، وغريب القرآن، والقراءات، وغيرها، مات سنة (٢٩١). ينظر: معجم الأدباء ٢/ ٥٣٦، وبغية الوعاة ١/ ٣٩٦. (٥) ينظر: تفسير مقاتل ١/ ١٤٦، وتفسير غريب القرآن (ص: ٣٣)، وجامع البيان ٣/ ١٢٤، وتفسير ابن أبي حاتم ٢/ ٥٣١، وبحر العلوم ١/ ٢٣١، والفقيه والمتفقه ١/ ١٨٩، وزاد المسير (ص: ١٦٥). (٦) ذكرَ أبو حيان في البحر المحيط ٢/ ٣٣٤ تسعةً وعشرين مقالةً في تفسير الحكمة في الآية. وينظر: تفسير ابن أبي حاتم ٥٣٢، وحقائق التفسير ١/ ٧٩، والكشف والبيان ٢/ ٢٧١. (٧) مدارج السالكين ٣/ ٣٥٠.