وذهب أبو العالية (ت: ٩٣)، وسعيد بن جبير (ت: ٩٥)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والضحاك (ت: ١٠٥)، والحسن (ت: ١١٠)، ومالك (ت: ١٧٩)، إلى أن السيما آثارُ السجود في الدنيا من نحو: أثر السهر والتعب في الوجه، والصُّفرة، وأثر ثرى الأرض وترابها، والطَّهُور (٣). وهذا من تفسير السيما بالمثال من غير حصر.
وعن ابن عباس ﵁ قال:(هو ما يبدو على وجوه المؤمنين يوم القيامة من أثر صلاتهم)(٤). وعن أبي بن كعب ﵁ قال:(قال رسول الله ﷺ في قوله ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ [الفتح ٢٩]: النور يوم القيامة)(٥)، قال ابن عاشور (ت: ١٣٩٣): (وهو لا يقتضي تعطيل بقية الاحتمالات، إذ كل ذلك من السيما
(١) إعراب القرآن ٤/ ١٣٦. (٢) أخرجه ابن ماجة في سننه ١/ ٤٢٢ (١٣٣٣) مرفوعًا عن جابر، ولا يصح، قال ابن عطية (ت: ٥٤٦): (وهذا حديث غلط فيه ثابت بن موسى الزاهد، سمع شريك بن عبد الله يقول: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، ثمَّ نَزَع شريكٌ لَمَّا رأى ثابتَ الزاهد، فقال يعنيه: من كثُرَت صلاته بالليل، حَسُن وجهه بالنهار. فظن ثابت أن هذا الكلام مُتَركب على السند المذكور، فحدث به عن شريك). المحرر الوجيز ٥/ ١٤١، ونقل ابن حجر (ت: ٨٥٢) اتفاق أئمة الحديث على أنه من قول شريك لثابت لَمَّا دخل. ينظر: الكافي الشافِ ٤/ ٣٣٨. (٣) ينظر: تفسير ابن وهب ٢/ ١٣٥، وجامع البيان ٢٦/ ١٤٤، والكشف والبيان ٩/ ٦٥. (٤) جامع البيان ٢٦/ ١٤٢ (٢٤٤٧٣). (٥) أخرجه الطبراني في الصغير ١/ ٣٧٠ (٦١٩)، والأوسط ٤/ ٣٧١ (٤٤٦٤)، وعزاه في الدر ٧/ ٤٧٠ لابن مردويه، وقال الهيثمي: (رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه رواد بن الجراح، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره). مجمع الزوائد ٧/ ١٠٧، وفي التقريب (ص: ٣٢٩): (روَّاد بن الجراح صدوق اختلط بآخره فتُرك)، وقد حَسَّن حديثه هذا السيوطي في الدر ٧/ ٤٧٠، وتبعه الآلوسي في روح المعاني ٢٦/ ٣٨٩.