وليس بخافٍ أنَّهُما من أبرز تلاميذ ابن عباس ﵁، ورُبَّما كان بينهما ما يكون بين الأقران، والمعاصرة في أغلب صورها حجاب، وكلام الأقران في بعضهم بلا بَيِّنةٍ يُطوى ولا يُروى ولا حكم له، قال قتادة (ت: ١١٧): (كان أعلم التابعين أربعة: عطاء، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، وأعلمهم بالتفسير عكرمة)(١)، وقال حبيب بن أبي ثابت (ت: ١١٩): (اجتمع عندي خمسة: طاووس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعطاء، فأقبل مجاهد وسعيد بن جبير يُلقِيان على عكرمة التفسير، فلم يسأَلاه عن آيَةٍ إلا فَسَّرَها لَهُما، فلمَّا نَفِدَ ما عِندَهُما جعل يقول: أُنزِلَت آيةُ كذا في كذا، وأُنزِلَت آيةُ كذا في كذا). (٢)
وكان مجاهدُ يُرسِل من يسأل عكرمة عن قوله في عدد من الآيات، وربما وافقه في كثير منها. (٣)
* * *
(١) تهذيب التهذيب ٣/ ١٣٥، وينظر: جُزء فيه ذكر حال عكرمة، للمنذري، ضمن لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام، رسالة رقم: (١٢)، (ص: ٢٢). (٢) المرجع السابق. وقد صَنَّفَ وأطال في الذَّبِّ عن عكرمة جماعة، منهم: ابن جرير- ونقل عنه المنذري في جزءه السابق-، وأبو عبد الله بن منده، وابن حبان، وابن عبد البر، والمنذري. وينظر في تفصيل حال عكرمة: جُزء فيه ذكر حال عكرمة، للمنذري، ضمن لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام، الرسالة (١٢)، وهدي الساري (ص: ٤٤٦)، وتهذيب التهذيب ٣/ ١٣٤. (٣) ينظر: جامع البيان ١/ ٧٣٢، و ١٧/ ٩٥، و ٢٠/ ١٧٥، و ٢١/ ٤٩، وتفسير ابن أبي حاتم ١/ ٢٣٠، و ٦/ ١٨٤٢، والكشف والبيان ٦/ ٢٩٨.