هذا مُجمَل أدلة كل فريق، وما اعترض به على الآخر، وأصحُّ ما اعتمد عليه من قال أن المراد الوطء: لفظ الشرك في الآية، كما أن أصحَّ ما اعتمد عليه من قال أن المراد العقد: سبب النُّزول.
وممن فسر الآية بقول ابن عباس ﵁، أن المُراد هنا الوطء: عروة بن الزبير (ت: ٩٤)، وسعيد بن جبير (ت: ٩٤)، ومجاهد (ت: ١٠٤)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والضحاك (ت: ١٠٥)، ومكحول (١)(ت: ١١٢)، ومقاتل بن حيّان (ت: ١٥٠)، وابن زيد (ت: ١٨٢)، ويزيد بن هارون (٢)(ت: ٢٠٦)، وابن جرير (ت: ٣١٠)، والجصاص (ت: ٣٧٠)، وابن العربي (ت: ٥٤٣)، وابن عطية (ت: ٥٤٦)، وابن جزيّ (ت: ٧٤١)، وأبو حيّان (ت: ٧٤٥)، وابن كثير (ت: ٧٧٤). (٣)
وممَّن فسرها بالتزويج: الزجاج (ت: ٣١١)، والزمخشري (ت: ٥٣٨)، وابن تيمية (ت: ٧٢٨)، وابن القيم (ت: ٧٥١). (٤)
وبعدُ، فهذه الآية من المواضع المُشكلة في القرآن (٥)، وقد كَثُرَ اختلاف العلماء
(١) مكحول الشاميّ، أبو عبد الله الدمشقي الفقيه، عالم أهل الشام، مات سنة (١١٢) وقيل غير ذلك. ينظر: طبقات ابن سعد ٧/ ٢١٣، وتهذيب التهذيب ٤/ ١٤٨. (٢) يزيد بن هارون بن زاذي السُّلَمي مولاهم، أبو خالد الواسطي، ثقة إمام، أحد الحُفاظ الأعلام، عمي آخر عمره، وتوفي سنة (٢٠٦). ينظر: السير ٩/ ٣٥٨، وتهذيب التهذيب ٤/ ٤٣١. (٣) ينظر: جامع البيان ١٨/ ٩٧، وأحكام القرآن، للجصاص ٣/ ٣٤٦، والكشف والبيان ٧/ ٦٦، وأحكام القرآن، لابن العربي ٣/ ٢٥٥، والمحرر الوجيز ٤/ ١٦٢، والتسهيل ٣/ ١١١، والبحر المحيط ٦/ ٣٩٥، وتفسير ابن كثير ٦/ ٢٤٦١. (٤) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٩، والكشاف ٣/ ٢٠٦، ومجموع الفتاوى ١٥/ ٣١٥، و ٣٢/ ١١٣، ١٤١، ١٤٣، وزاد المعاد ٥/ ١٠٤، وإغاثة اللهفان ١/ ٩٢، والصواعق المرسلة ٢/ ٥٧٢. (٥) أحكام القرآن، لابن العربي ٣/ ٢٥٥، وقال الشنقيطي (ت: ١٣٩٣): (هذه الآية الكريمة من أصعب الآيات تحقيقًا). أضواء البيان ٦/ ٥٥.