دلت الآية الكريمة في قوله تعالى:{وَالْغَارِمِينَ} على أن الغارم يعطي من الزَّكاة ما يوفي به دينه، ومن ذلك الغارم لإصلاح ذات البين، قال الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية:"ويجوز للمتحمل في صلاح وبر أن يعطي من الصَّدقة ما يؤدِّي ما تحمل به، إذا وجب عليه وإن كان غنيًا"(١).
ب - السُّنَّة:
عن قبيصة بن المخارق الهلالي - رضي الله عنه - قال: تحملت حمالة (٢) فأتيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أسأله فيها، فقال:(أقم حتّى تأتينا الصَّدقة فنأمر لك بها) قال: ثمّ قال: (يا قبيصة إنَّ المسألة لا تحل إِلَّا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فعلت له المسألة حتّى يصيبها ثمّ يمسك ... " الحديث (٣).
(١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٨/ ١٨٤. (٢) الحمَالة: الحمالة بالفتح: ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة مثل أن تقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء، فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين، والتحمّل: أن يحملها على نفسه. النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ١/ ٤٤٢، شرح النوويّ على مسلم ٧/ ١٣٣. (٣) أخرجه مسلم، كتاب الزَّكاة، باب من تحل له المسألة ٢/ ٧٢٢ (١٠٤٤).