عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: علّمت رجلًا القرآن فأهدى إليّ قوسًا فذكرت ذلك لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال:(إنَّ أخذتها أخذت قوسًا من نار)، قال أبى: فرددتها (١).
الدّليل الثّاني:
عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: إنَّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال:(من أخذ قوسًا على تعليم القرآن قلّده الله قوسًا من نار)(٢).
الدّليل الثّالث:
عن عبادة بن الصامت قال: علّمت ناسًا من أهل الصِّفَة الكتاب والقرآن فأهدى إليّ رجل منهم قوسًا، فقلت: ليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله عزّ وجلّ؟ لآتينّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فلأسألنه، فأتيته فقلت: يا رسول الله، رجل أهدى إليّ قوسًا ممّن كنت أعلّمه الكتاب والقرآن، وليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله، قال:(إنَّ كنت تحبّ أن تطوق طوقًا من نار فاقبلها)(٣).
(١) سبق تخريجه، راجع ص ٣٩٨. (٢) أخرجه البيهقى في الكبرى، كتاب الإجارة، باب من كره أخذ الأجرة عليه ٦/ ٢٠٨ (١١٦٨٥)، وقال الألباني. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢/ ٤٢٧/ ٢)، وأبو محمّد المخلدي في الفوائد: (ق ٢٦٨/ ١). وقد أشار إلى تصحيحة الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ٢٩٨، وجوّد إسناده التركماني صاحب الجوهر النقي كما في تعليقه على السنن ٦/ ٢٠٨، وصححه الألباني كما في الصحيحة رقم: (٢٥٦)، ويشهد له ما سبق من حديث أبي، وكذلك حديث عبادة الآتي بعده. (٣) أخرجه أبو داود في الإجارة، باب في كسب المعلم ٣/ ٢٦٤ (٣٤١٦)، وابن ماجه في التجارات، باب الأجر على تعليم القرآن ٢/ ٧٣٠ (٢١٥٧) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنِّف ٦/ ٢٢٣، ٢٢٤، والطحاوي في مشكل الأثار ١١/ ١١١، والبيهقي في الكبرى كتاب الإجارة، باب من كره أخذ الأجرة عليه ٦/ ٢٠٦ (١١٦٨١)، وصححه الحاكم في المستدرك ٢/ ٤١، ٤٢ وصححه الألباني كما في صحيح سنن أبي داود ٢/ ٦٥٥ (٢٩١٥) وشعيب الأرناؤوط في تحقيقه على مشكل الآثار ١١/ ١١١.