استدل هؤلاء بأدلة من السُّنَّة، وأقوال الصّحابة، والمعقول:
أ- أدلتهم من السُّنَّة:
الدّليل الأوّل:
عن عثمان بن أبي العاص قال: قلت: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي؛ قال - صلّى الله عليه وسلم -: (أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا)(١). وفي رواية أخرى قال عثمان بن أبي العاص:(إنَّ من آخر ما عهد إليّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أن أتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا)(٢).
[وجه الاستدلال]
وجه الاستدلال من الحديث ظاهر حيث نهى النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - عثمان بن أبي العاص من اتخاذ مؤذن يأخذ على أذانه أجرًا، والنهي يقتضي التّحريم؛ فدل ذلك على عدم جواز أخذ الأجرة على الأذان.
(١) أخرجه أحمد ٤/ ٢٩ (١٦٢٥٠)، (١٦٢٥٢)، وأبو داود في الصّلاة باب: أخذ الأجر على التأذين ١/ ١٤٦ (٥٣١)، والنسائي في الأذان باب اتخاذ المؤذن الّذي لا يأخذ على أذانه أجرًا: ١/ ٣٥٢،٣٥١، البيهقي ١/ ٤٢٩، والحاكم في الصّلاة: ١/ ١٩٩، ٢٠١، وقال: على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، قال الألباني: وأحد طريقي أحمد على شرطهما. قال أحمد شاكر: وهذا إسناد صحيح لا علة له، وصححه الألباني في الإرواء ٥/ ٣١٦، وصحيح سنن أبي داود: ١/ ١٠٧ (٤٩٧). (٢) أخرجه التّرمذيّ في أبواب الصّلاة، باب: ما جاء في كراهية أن يأخذ المؤذن على الأذان أجرًا ١/ ٤٠٩ - ٤١٠ (٢٠٩)، وقال: حديث حسن صحيح. قال أحمد شاكر معلقًا: والحديث صحيح على كلّ حال. وأخرجه ابن ماجة في الأذان، باب: السُّنَّة في الأذان:١/ ٢٣٦ (٤١٧)، وصححه الألباني في الإرواء ٥/ ٣١٦، وانظر: صحيح سنن التّرمذيّ ١/ ٦٧ (١٧٢)، وصحيح سنن ابن ماجة: ١/ ١٢١ (٢٥٨٥).