عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يومًا ونحن نقترئ فقال:(الحمد لله، كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر وفيكم الأبيض وفيكم الأسود، اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقيمونه كما يقوم السهم يتعجل أجره ولا يتأجله)(٣).
[وجه الاستدلال من الأحاديث السابقة]
حيث أمر النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - بقراءة القرآن ابتغاء الأجر والثواب من الله تعالى وأخبر - صلّى الله عليه وسلم - عن أقوام يأتون بعده يقرؤون القرآن بفرض الأجر الدنيوي، والخبر قد خرج مخرج الذم لهم ولفعلهم فدل ذلك على عدم جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن.
[مناقشة الاستدلال]
نوقش الاستدلال بالأحاديث السابقة بما يأتي:
(١) القِدْحُ: هو السهم إذا قوّم قبل أن يراس، والمراد هنا: أن القراء يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة؛ لأجل الرياء والسمعة والمباهاة والشهرة. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٤/ ١٩، ٢٠، عون المعبود شرح سنن أبي داود لشمس الحق العظيم آبادي ٣/ ٤٢. (٢) أخرجه أبو داود، كتاب الصّلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة ١/ ٢٢٠، (٨٣٠) وأحمد في المسند ٣/ ٥٠٤ (١٥٢٥٢) وعبد الرزّاق في المصنِّف ٣/ ٣٨٢ (٦٠٣٤)، وقد صححه الألباني كما في الصحيحة ١/ ٥٢٠ (٢٥٩) وصحيح سنن أبي داود ١/ ١٥٦ (٧٤٠). (٣) أخرجه أبو داود في الصّلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة ١/ ٢٢٠ (٨٣١) وأحمد في المسند ٥/ ٤٢٢ (٢٢٨٦٠)، والطبراني في الكبير ٦/ ٢٠٦ (٦٠٢١) (٦٠٢٢)، (٦٠٢٤)، وابن أبي شيبة في المصنِّف ١٠/ ٤٨٠ (١٠٠٥٣) عن محمّد بن المنكدر مرسلًا، وقد صححه ابن حبّان ٣/ ٣٦ (٧٦٠) والألباني في صحيح سنن أبي داود ١/ ١٥٧، وقال: حسن صحيح، وشعيب الأرناؤوط كما في تخريجه لصحيح ابن حبّان ٣/ ٣٦.