احترز بأول الأنفال من آخرها ولكنّ الله ألّف بينهم [الأنفال: ٦٣].
وعلم سكون النون من اللفظ وكسرها وصلا للمخفف وفتحها للمشدد من الإجماع [نحو](١): ولكن اختلفوا [البقرة: ٢٥٣]، [و] ولكنّ الله يفعل [البقرة: ٢٥٣].
ولا روم، ولا إشمام فيهما، و (لكن) حرف استدراك مطلقا، فالمشددة (٢) مختصة بالاسمية فتنصب الأول اسما (٣) وترفع الثانى خبرا، ومن شرطها وقوعها بين جملتين [متغايرتين، والمخففة فرعها ملغاة.
ووجه المشددة محصورها بين الجملتين] (٤) نظير مّآ ألّفت بين قلوبهم ولكنّ الله ألّف بينهم [الأنفال: ٦٣].
ووجه التخفيف: أنها لغة [فيها؛](٥) لا أنها العاطفة؛ لأن شرطها عطف مفرد على منفى.
ثم كمل النظائر فقال:
ص:
ولكن النّاس (شفا) والبرّ من ... (ك) م (أ) مّ ننسخ ضمّ واكسر (م) ن (ل) سن
ش: أى: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائى وخلف ولكن الناس أنفسهم يظلمون فى يونس [الآية: ٤٤] بتخفيف النون.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر، وهمزة (٦)(أم) نافع (٧) بتخفيف ولكن البرّ من آمن، ولكن البرّ من اتقى (٨) كلاهما [فى البقرة](٩)[الآيتان: ١٧٧، ١٨٩] بتشديد النون فيهما، وتقدم الخلاف فى أن ينزّل [الأنعام: ٣٧].
وقرأ ذو ميم (من) ابن ذكوان ما ننسخ بضم النون وكسر السين.
(١) سقط فى م. (٢) فى ص: والمشددة. (٣) فى م، ص: اسما لها. (٤) ما بين المعقوفين سقط فى د. (٥) سقط فى م، ص. (٦) فى م، ص: وهمز. (٧) ينظر: إتحاف الفضلاء (١٥٣)، الإعراب للنحاس (١/ ٢٣٠)، الإملاء للعكبرى (١/ ٤٦)، البحر المحيط (٢/ ٢)، التبيان للطوسى (٢/ ٩٤)، التيسير للدانى (٧٩) الحجة لأبى زرعة (١٢٣)، الغيث للصفاقسى (١٤٦)، الكشاف للزمخشرى (١/ ١٠٩)، الكشف للقيسى (١/ ٢٥٦)، المجمع للطبرسى (١/ ٢٦١)، تفسير الرازى (٢/ ٩٦). (٨) ينظر: إتحاف الفضلاء (١٥٣)، البحر المحيط (٢/ ٦٤)، الغيث للصفاقسى (١٥٤). (٩) فى م، ص: بالبقرة.